| اعرف معنى الجمال من بياعين الورد.. «حسين» وطفلتيه ينشرون البهجة بشوارع عابدين

وسط شارع مزدحم بالسيارات والمارة بحي عابدين بمحافظة القاهرة، وبينما يتضح تأثير الأجواء الحارة على وجوه البعض، يظهر الرجل الخمسيني حسين بدوي الغزولي، بجسده النحيف وبشرته السمراء وملامحه الهادئة، لينشر أجواءً من البهجة والجمال في الشارع رفقة طفلتيه من خلال تنقلهم على «تروسيكل» تنطلق منه أصوات الأغاني الهادئة العذبة ومُحملًا بأنواع الورود المختلفة يعرضونها للبيع بابتسامة رضا وسعادة حقيقية.

«حسين» ينشر البهجة في شوارع عابدين رفقة طفلتيه

وبينما ينهمك «حسين»، صاحب الـ52 عامًا، في نقل الورود إلى المحال التجارية وتوزيع ابتساماته على المارة بشكل عفوي وتلقائي، روى قصة عمله في بيع الورود لـ«»، موضحًا أنه توارث هذه المهنة عن والده منذ نحو 32 عامًا، وطوال هذه السنين يجد متعة كبيرة ولذة في التعامل مع مختلف أنواع الورود ونباتات الزينة والعطرية، ويتخذها كوسيلة للعمل والترفيه في الوقت ذاته.

«اللي عنده إحساس هيحب الشغل في الورد والنباتات»، بحسب «حسين»، ابن قرية طموه مركز أبو النمرس محافظة الجيزة، والذي تعود أصوله إلى محافظة أسيوط، موضحا أن الورد بالنسبة له إلى جانب كونه مصدر للدخل فهو وسيلة مضمونة للحصول على السعادة والفرح والطاقة الإيجابية، وأيضًا مُريح للنظر ويوفر الهواء النقي المنعش في المكان بما يتيح التنفس بأريحية لجميع المتواجدين: «الورد مهم لكل مكان بداية من المستشفيات لحد المقابر بيكون مزروع جنبها ورد».

أنواع مختلفة من الورود والنباتات

أنواع مختلفة من الورود والنباتات يبيعها الرجل الخمسيني رفقة طفلتيه على «التروسيكل» تلاقي جميعها إعجاب الزبائن سواء من أصحاب المحال التجارية أو المارين في الشارع، تبدأ أسعارها من 15 وحتى 160 جنيهًا، ومنها الورد البلدي والياسمين البلدي والهندي والفل البلدي، وأيضًا نبات اليوكا كبير الحجم الذي يستخدم للتظليل وإعطاء شكلًا جماليًا، ومثله نبات دراسينا زجاج: «الحمد لله شغلي موجود في أغلب محلات وكافيهات عابدين وشوارع وسط البلد والناس كلها بتحب فيها أمانتي وابتسامتي في الشغل».

لم تكن الابتسامة التي تتجسد على وجه الأب الخمسيني إلا نتيجة لمشاعر الرضا والإيمان التي يتمتع بها وتسكن داخله، رغم وصوله للعقد السادس من عمره، وصحته المتهاونة فهو يعول أسرة مكونة من 7 أفراد بها أب مُسن في الـ83 من عمره، وأم مريضة، وزوجة لا تعمل و3 فتيات أكبرهن أكملت عامها الـ15، جلست في المنزل إلى جوار والدتها، بينما الصغيرتان «رانيا» 10 سنوات، و«نعمة» 13 سنة يخرجان للعمل مع والدهما يوميًا.

الحمد لله على نعمة العيشة المستورة

«الحمد لله على نعمة الأمن والأمان في بلدنا والعيشة المستورة.. كل اللي بتمناه ترخيص كشك مساحته متر في مترين أعرض فيه الورد»، وأنه يتمنى الحصول على الكشك حتى يتسنى له ترك ابنتيه لبيع الورد من خلاله، وفي الوقت ذاته تُتاح له الفرصة ليتنقل هو بـ«التروسيكل» في الشوارع المختلفة؛ بما يضمن له في النهاية بيع كمية أكبر من الورد والنباتات حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرته: «عليا التزامات كتير».