تجذب الساحرة المستديرة عشاقها في كل مكان لمتابعة بطولة كأس العالم، البطولة الكروية الأكبر التي تجرى كل 4 سنوات، ويحذر خبراء ومختصون في الصحة النفسية من تعرض الكثيرين من متابعي المونديال، لصدمة إسدال الستار على فعالياته والمعاناة من اكتئاب وتكاسل.
ضبط الانفعالات لتجنب الاكتئاب
خبراء النفس والاجتماع أشاروا إلى ذلك يعود أساسا إلى تعود المشجعين والمناصرين للفرق المشاركة، على نمط حياة شبه يومي حماسي ومتجدد قوامه التشويق والتنافس وكسر الرتابة وتفريغ الشحنات العاطفية، في سياق صراع كروي يقوم على الإمتاع والإبداع.
ونصح خبراء النفس والاجتماع بضرورة التوازن وضبط الانفعالات وعدم الانجرار بعيدا في التحسر بسبب انتهاء المونديال، وإعادة التركيز لحياتهم الطبيعية مع بحث أنشطة وهوايات أخرى ممتعة ومفيدة، حتى ينسيهم ما يسمى بـ «اكتئاب ما بعد المونديال».
الاستشاري والخبير النفسي قاسم حسين صالح، يقول في حديث مع موقع «سكاي نيوز عربية» إن اكتئاب ما بعد المونديال هو عرض نفسي شائع لدى كثيرين من عشاق كرة القدم، والذين يشكل المونديال ذروة تفاعلهم مع تلك اللعبة وتعبيرهم عن تعلقهم القوي بها.
3 أسباب سيكولوجية لاكتئاب ما بعد المونديال
وأضاف «صالح» أن هناك 3 أسباب سيكولوجية أساسية تقف وراء ذلك، السبب الأول هو نزعة الإنسان للصراع مع الآخر الذي تطور لصراع ما بين الدول، وهناك تشابه كبير بين ساحة الحرب وساحة اللعب.
ولفت أن السبب الثاني هي حاجة الإنسان في التماهي مع المنتصر، بمعنى التعبير عن الشعور بالزهو وتفريغ للعنف وتنفيس للعدوان المكبوت بتصرفات بينها نزع الملابس والرقص فرحا بالانتصار، فيما ينتاب المهزوم الشعور بالإحباط والتذمر والبكاء والانزواء.
السبب الثالث يتضمن في تنشيط وتحفيز الدماغ، وبالتالي مباريات كرة القدم بما فيها من ترقب وإثارة وصراخ تنعش الدماغ بما تحدثه من انفعالات وإيعازات بافراز هرمونات منشطة.