بعد محاولات عدة لعلماء البحار في ولاية فيرمونت وصلت لـ23 مرة من الغوص تحت الماء بالبحر الأطلسي في منطقة Blake Plateau العميقة، باستخدام الغواصات المزودة بأجهزة السونار، كشف الباحثون عن أكبر منطقة مليئة بالشعاب المرجانية في العالم.
وقام العلماء برسم خريطتها وعرفوها بأنها نظام بيئي مخفي يمتد على مساحة كبيرة تعادل الولاية ومليئة بأنواع جديدة من الأسماك والكائنات البحرية، وأوضح العلماء بأنها تمتد لمسافة تصل إلى 311 ميلًا تقريبًا من المنطقة المكتشفة وحتى ساحل ميامي، ويتوقع الباحثون أن تحتضن هذه الشعاب المرجانية الغامضة المختفية قرب الساحل الأمريكي، مجموعة من المخلوقات البحرية العميقة التي لم تعرف بعد بالنسبة للعلماء.
تلال مرجانية مكتشفة يرجع عمرها إلى الستينات
قال المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم المحيطات ديريك ساورز: «كنا نعلم أن هناك العديد من التلال المرجانية التي يجب أن يرسم خرائطها هنا»، ورغم أن علماء البحار كانوا على علم بأن أعماق هضبة بلايك السوداء قد تكون موطنًا للشعاب المرجانية العميقة، إلا أن ساورز وفريقه كانوا يحتاجون إلى الأجهزة المناسبة لإجراء المسح الدقيق لهذه المنطقة.
وأشار الباحثون من جامعة بولونيا «أن سفينة SS Thistlegorm التي غرقت قبالة سواحل مصر بواسطة طائرة قاذفة ألمانية في عام 1941، اكتسبت حياة جديدة الآن كشعاب مرجانية اصطناعية، وبين عامي 2007 و 2014 سجل الغواصون عدد أنواع الشعاب المرجانية والأسماك التي يمكن رؤيتها في حطام سفينة الحرب العالمية الثانية، وقام الباحثون في جامعة بولونيا بتحليل النتائج واكتشفوا أنه تم رصد 71 نوعًا مختلفًا خلال هذه الفترة، بما في ذلك سمكة القرش المهرج وشعاب الشجر الناعمة والأنقليس العملاق وسمك السنجاب»، وذلك كما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
مرجان صخري نادر بمنطقة المليون تلة
وقال ساورز للصحفيين «إن النواة المرجانية عالية الكثافة في الموقع المكتشف، والتي تمتد على طول حوالي 158 ميلاً وعرضها يتجاوز في بعض المناطق 26 ميلاً، كانت مثيرة ومفاجئة»، وأطلق الفريق البحثي الذي يعمل مع إدارة المحيطات والغلاف الجوي ية الأمريكية «NOAA» على هذه المنطقة الأكبر اسم «مليون تلة» وتتألف بشكل أساسي من مرجان صخري نادر، وعلى عكس الشعاب المرجانية السطحية التي تتغذى جزئيًا من خلال التمثيل الضوئي الطحالب والتي يمكن أن تتأثر بحرارة تغير المناخ، تتغذى شعاب المرجان الباردة المكتشفة على الجسيمات العائمة الدقيقة.
وتوقع ساورز وفريقه، أن هناك المزيد من الشعاب المرجانية العميقة، وربما تكون أكبر مختبئة على طول مسارات تيارات المحيطات المماثلة في أماكن أخرى حول العالم.
وسبق أن قالت إدارة NOAA في بيانها «توثق الدراسة حجم المقاطعة المرجانية الضخمة، وأن النتائج تسلط الضوء أيضًا على كيفية تفاوتات كبيرة في كثافة وارتفاع ونمط تكوين التلال المرجانية في مناطق مختلفة من الهضبة المكتشفة».
كائنات غامضة تعيش في ظلام المنطقة المكتشفة
على الرغم من أن الشعاب المرجانية العميقة تعتبر مضيفة حيوية للنظم البيئية المعقدة، حيث توفر المأوى والغذاء ومواقع تكاثر للقشريات والأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إلا أن هذه اللافقاريات التي تعيش في الظلام لا تزال غامضة بشكل كبير.
ويقول ديريك ساورز: «هذا الجهد المبذول لرسم خرائط وتوصيف نظام الشعاب المرجانية المذهلة التي توجد بالقرب من الساحل الشرقي للولايات المتحدة هو مثال حي على ما يمكننا تحقيقه عندما نجمع الموارد ونركز على استكشاف حوالي 50% من المياه البحرية الأمريكية التي لم يتم رسم خرائطها بعد».