| اكتشاف ظاهرة خطيرة تؤثر على الغلاف الجوي.. ماذا يحدث بالقارة القطبية؟

كشفت دراسة حديثة برعاية وكالة الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا»، عن أمر خطير يحدث في الغلاف الجوي للأرض، ويتحكم في مستويات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك في القارة القطبية الجنوبية، في إطار ثلاثة تجارب ميدانية لتأثيرات الاحتباس الحراري على الكرة الأرضية.

سلطت الدراسة الضوء على أمر هام للغاية يحدث في المحيط لجنوبي للأرض، أي في القارة القطبية الجنوبية، إذ تمتص المياه هناك كمية كبيرة من الكربون في الغلاف الجوي على نحو جعلهم يطلقون على ما يحدث اسم «بالوعة الكربون»، حسبما أوضح ماثيو لونج، الباحث في المركز ي لأبحاث الغلاف الجوي «NCAR» لـ «ساينس تك».

العلماء يكتشفون «بلاعة» لغاز ثاني أكسيد الكربون

وبحسب الدراسة، فإن المياه التي تدور حول القارة القطبية الجنوبية، تمتص كمية من الكربون من الغلاف الجوي أكثر مما تطلقه، وهي بمثابة بالوعة قوية للكربون، وعازل مهم لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقًا لما سجلته الطائرات البحثية التي جرى إطلاقها برعاية «ناسا» منذ عام 2009 حتى 2018: «الملاحظات أكدت أن المياه في المنطقة تمتص نحو 530 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون أكثر من الكمية التي تطلق إلى الغلاف الجوي للأرض في كل عام، مما يساعد على استعادة الأرض لنشاطها مجددًا».

 

القارة الجنوبية القطبية أحد أهم مصارف الكربون

وشرح «لونج»، أنه عندما تدخل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان إلى الغلاف الجوي، يمتص المحيط بعض الغاز، وهي عملية يمكن أن تبطئ قليلاً من تراكم الكربون في الغلاف الجوي.

وتشير نماذج الكمبيوتر إلى أن 40 % من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه الإنسان في المحيطات حول العالم قد تم امتصاصه في الأصل من الغلاف الجوي إلى المحيط الجنوبي، مما يجعله أحد أهم مصارف الكربون على الكوكب، إذ لاحظ العلماء انخفاضًا في تركيزات ثاني أكسيد الكربون واضطراب شديد بالقرب من سطح المحيط، مما يشير إلى تبادل الغازات، وبالتالي فإن ما تفعله المياه في القارة الجنوبية يساعد على تنظيف وامتصاص كمية كبيرة جدا من الكربون من الغلاف الجوي.