من محافظة المنيا وتحديدًا بمنطقة الغريفة الأثرية تم الإعلان عن كشف أثري جديد بمقبرة تونا الجبل، التي ضمت مقابر قديمة مصنوعة من الحجر والخشب وتحتوي على مومياوات محنطة لكهنة ومسؤولين كبار يعود تاريخهم إلى قبل 3400 عام في مصر، كما تضمنت المقبرة الجديدة توابيت محفور عليها أسماء امرأتين، ونسخة من كتاب الموت على ورق البردي الفرعوني المشهور، بالإضافة إلى عدد من التمائم والزخارف الملونة، وتعود المقبرة إلى عصر الدولة الحديثة وهي الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد، والتي تشمل من تاريخ مصر القديم الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر والأسرة العشرين.
تفاصيل الكشف الأثري الجديد
وتمحورت الاكتشافات الجديدة في عدد من تماثيل الأوشابتي من الفخار والخشب المحفور والملون لكاهن كبير للإله المصري القديم «جحوتي» والذي أطلق عليه لقب المشرف على ثيران معبد آمون والسيدة ناني التي حملت لقب منشدة «جحوتي»، الذي كان إله القمر والنصوص المقدسة والرياضيات والعلوم والسحر، وكان يصوَّر في كثير من الأحيان على هيئة طائر أبو منجل المقدس لدى قدماء المصريين، كما كشف علماء الآثار أيضًا عن وجود بردية كبيرة يبلغ طولها حوالي 50 قدمًا (15 مترًا) وفي حالة جيدة «كما لو كانت ملونة في الأمس»، وسيتم الاحتفاظ بها وعرضها في المتحف المصري الكبير قريبًا، وذلك كما نقلت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
تصريحات الأعلى للآثار
وفقًا لوزارة السياحة والآثار المصرية والمجلس الأعلى للآثار على لسان الأمين العام الدكتور مصطفى وزيري أن «تحتوي المقبرة على عدد كبير من المقابر المنحوتة في الصخر ومئات الاكتشافات الأثرية الأخرى، ولقد كنا نبحث عن هذه المقبرة لمدة سبع سنوات وأخيرًا وجدناها»، فبدأت أعمال الحفر للبعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري عام 2017، وكان هدفها الأول تحديد موقع جبانة الإقليم الخامس عشر خلال عصر الدولة الحديثة.
يذكر أن منطقة الغريفة في محافظة المنيا التي تم اكتشافها في عام 1925، تشتهر بالاكتشافات الأثرية حيث احتوت على 35 مقبرة و90 تابوتًا و10,000 تمثال منذ اكتشافها.
كشوف أثرية كبيرة سابقة
ولم تكن تلك أول الاكتشافات الكبيرة في الفترة الأخيرة ففي العام الماضي، تم الإعلان عن اكتشاف تابوت من الجرانيت الوردي يعود للسيد بتاح-إم-أويا، مسؤول مصري رفيع المستوى كان يشغل منصب رئيس الخزانة تحت حكم رمسيس الثاني، وكانت النقوش والألقاب محفورة على جميع جوانب التابوت الحجري الذي يعود تاريخه إلى ما يصل إلى 3300 عام، وتم العثور عليه في حالة جيدة للغاية وفي قبره الأصلي، ومن أكبر اكتشافات العام الماضي أيضًا 2022 هو وجود نفق تحت معبد تابوزيريس ماجنا، ويعتقد الخبراء أنه قد يؤدي إلى قبر كليوباترا المفقود منذ فترة طويلة، إحدى أشهر ملكات التاريخ المصري القديم.