فترة الثلاثين عاما بين 1940 وحتى 1970، تعتبر واحدة من أزهى عصور ما قدم الفن المصري بشكل عام، والسينما المصرية بشكل خاص.
ففي تلك الفترة ظهر الكثير من نجوم ونجمات السينما، وكان السبب في ذلك كثرة صانعي وصناع الفن السابع المميزين آنذاك، ليقدموا سويا مئات الأفلام التي صنعت جزءا ليس بالصغير من تاريخ السينما المصرية.
وعبر عدسة كاميرته وثَّق الأرماني فان ليو، أشهر مصور لنجوم السينما المصرية كل هذا خلال هذه الفترة الزاهية، والذي احتلفت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخرا بمئوية عيد ميلاده، وسط مجموعة من مقتنياته وصوره النادرة.
جاء إلى مصر طفلا صغيرا
وتقول الدكتورة علا سيف، أمينة أرشيف الصور والسينما بالجامعة الأمريكية، إن فان ليو جاء إلى مصر طفلا صغيرا، والتحق حينها بإحدى مدارس القاهرة، قبل أن يوجهه أهله نحو الدراسة بالجامعة الأمريكية، كاشفة أنه حينها لم يحب الدراسة بتلك الجامعة، فوجهه أهله من جديد للذهاب إلى أحد استديوهات التصوير المشهورة في القاهرة حينها، وكان يمتلكه شخص أرماني يدعى «فينوس»، حيث تدرب هناك على التصوير، قبل أن يفتتح الاستديو الخاص بشارع فؤاد، المعروف حاليا بشارع 26 يوليو بوسط القاهرة.
وتضيف «علا»، خلال استضافتها ببرنامج «مساء dmc»، المذاع على شاشة dmc، أن بعد ذلك انطلق المصور الأرماني في رحلته مع عالم التصوير، التي شهدت تصويره لأبرز نجوم ونجمات السينما المصرية.
صورة طه حسين
وتوضح أمينة أرشيف الصور والسينما بالجامعة الأمريكية، أن أكثر الصور التي يعتز بها المصور الأرماني الراحل، هي التي التقطها لعميد الأدب العربي طه حسين، كاشفة أن أكثر ما يُحزنه بسبب هذه الصور أن الأديب الراحل لم يتمكن من رؤية الصورة بسبب عدم قدرته على الإبصار.
وتكشف أن أهم ما يميز صور هذا المصور الأرماني، كانت قدراته الكبيرة على استخدام درجة الإضاءة المختلفة بما يخدم رؤيته الفنية لكل صورة يقدمها.
فان ليو.. مصور أرماني عاش معظم حياته في مصر، ولد في 20 نوفمبر من عام 1920 ورحل 18 مارس 2002، واشتهر بتصوير الكثير من البورتريهات لنجوم ونجمات السينما المصرية، كان من بينهم عمر الشريف وفاتن حمامة وأحمد رمزي وسامية جمال ورشدي أباظة وميرفت أمين وآخرون.