دوماً ما تقع مسئولية الأبناء على الأم، لقدرتها الدائمة على العطاء والتوجيه، وما لديها من سعة صدر، ومع انطلاق العام الدراسى تبدأ معاناتها المضاعفة، فتستقبل يومها بـ«كى الملابس، تجهيز السندوتشات، التوصيل للمدارس»، ولا ينتهى دورها عند هذا الحد، إنما توكل إليها أيضاً مهام التوصيل للمنزل، وتحضير الغداء والمذاكرة للأبناء.
“رانيا” يا دوب الوقت بيكفي
رانيا صالح، القاطنة بمنطقة «عين شمس» بالقاهرة، وأم لأربع بنات وولد، تروى لـ«» حجم المسئولية الموكلة للأم تجاه أبنائها فى اليوم الدراسى: «معايا ملك وهنا توأم فى سنة خامسة ابتدائى، ومى وأميرة توأم برضه فى سنة أولى، وولد صغير فى الحضانة، أى أم عندها أبناء فى مراحل مختلفة زيى بتعانى معاناة كبيرة جداً، بتقسم وقتها بينهم، ويا دوب الوقت بيكفى».
تروى السيدة الثلاثينية تفاصيل يومها الدراسى، وحيرتها بين أبنائها: «يومى بيبدأ قبلهم بساعة مثلاً، بقوم أحضر الفطار وأصحى كل واحدة ألبسها وأسرح شعرها، وطبعاً بجهز الكتب حسب الجدول، وأنزل أوصلهم للمدرسة، وأفضل واقفة قدام الباب لحد ما أطمن إنهم دخلوا، وأرجع البيت أجهز الغدا، وبعد كده أرجع للمدرسة على الساعة 2 أجيبهم، ونروح نجيب أخوهم من الحضانة، ونرجع البيت يتغدوا، وأوصلهم الدروس، ولما نرجع نشوف المذاكرة بقى، ببدأ بسنة أولى نذاكر ونخلص الواجبات، بعد كده سنة خامسة، بتحتاج لمجهود أكبر، ولما تيجى الساعة 10 بيدخلوا يناموا».
“نورهان”: ببدا أجهز من بالليل
أما نورهام الشيخ، القاطنة فى شبين الكوم بالمنوفية، فتروى عن يومها وحيرتها بين ابنيها الكبير والصغير: «عندى نور فى أولى ابتدائى، بكون كاوية لبسه من بالليل، وبصحى قبله بنص ساعة، أحضر له السندوتشات، وألبس أنا الأول وبعدين أصحيه ألبسه وأفطره وأوديه المدرسة، وأرجع بسرعة عشان آسر أخوه الصغير بيكون نايم فى البيت، وطبعاً بباهم مسافر، فبرجع أحضر لهم الغداء وبخلص شغل البيت على طول، عشان ألحق أروح أجيبه من المدرسة».
لا تنتهى مهام السيدة العشرينية عند ذلك، فبعد تناول صغيرها لوجبة الغداء، تصطحبه إلى الدرس: «لما نرجع بخليه يرتاح نص ساعة يفصل، وبعدين نبدأ مذاكرة الساعة 5، أنا منعته من استخدام الموبايل عشان وقته ما يضيعش، وفى آخر اليوم على الساعة 8 بنجيب واجبات المدرسة ونعملها مع بعض، وأول ما الساعة
تيجى 9 بحضر له العشا ياكل وينام»، مشيرة إلى أن المعاناة تزداد فى حال وجود طفل أصغر: «ما بتبقيش عارفة توفقى بين مذاكرتك للكبير ورعاية الصغير».
أما علا أحمد، القاطنة فى شبين الكوم، فتعيش معاناة كبيرة طوال اليوم الدراسى للوفاء بالتزامات طفليها «محمود» و«مليكة»، فتحكى: «الولد فى كيجى وان، والبنت فى كيجى تو، أنا بصحى الساعة 6 أجهز لهم اللانش بوكس، وبكون كاوية اليونيفورم من بالليل، وبعدين بصحيهم وألبسهم، واتفقت مع بباهم هو يوديهم وأنا أجيبهم، وبعد ما بباهم ياخدهم وينزل، برتب البيت، وأنزل أشترى طلباتى وأجهز الغداء، تكون الساعة جت 1 الظهر، أروح أجيبهم من المدرسة، ونرجع البيت نتغدى، وأودى كل واحد للدرس بتاعه، وييجوا يرتاحوا ساعة ونبدأ فى المذاكرة، هى ساعة وهو ساعة، ولما الساعة تيجى 9 لازم يكونوا فى السرير عشان يناموا».