تحت أرض سوهاج، وتحديدًا في منطقة أبيدوس، داخل ممر يبلغ طوله 128مترًا، هناك بناء ضخم ذو شكل غريب، ولكنه شديد الروعة، إذ سيجذب عقلك ويدهشك منذ النظرة الأولى له، وهو معبد الأوزيريون، إذ كانت المنطقة إحدى مدن مصر العليا القديمة، ويجمع معظم علماء الآثار على أنها كانت عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر المعروفة.
معلومات عن معبد الأوزيريون
بحسب حديث الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، دكتور أحمد عامر لـ«»، إن معبد الأوزريون يوجد خلف المعبد الأثري الشهير الخاص بالملك سيتي الأول، ويقع هذا البناء الضخم في محافظة سوهاج، في منطقة أبيدوس تحت الأرض، وهذا ما سبّب له تلك الشهرة الكبيرة: «المعبد يعتبر معجزة هندسية للقدماء المصريين».
والمعبد مخصص للإله «أوزيريس»، ونجد أنه يقع خلف معبد «سيتى الأول»، الذي أعطى المعبد اهتمامًا بالغًا، إذ أصر على استكمال تشييده رغم صعوبة الأمر وقتها، وقد تم انتهاء العمل به في عهد حفيده الملك «سيرنبتاح»، وقد تم تصميم المعبد ليشبه مقابر ملوك الدولة الحديثة في وادي الملوك في الأقصر، بحسب ما ذكره الخبير الأثري.
والمعبد عبارة عن ممر طويل مزين برسوم ملونة ومناظر مذهلة، وكتابات بعض الأجزاء من نصوص كتاب الموتى، والذي مازال محتفظًا بها حتى الآن: «المعبد لسه محتفظ بجماله وه، وبالجزء الأساسي منه وهي الحجرة الدقيقة الرمزية فيه، وهي عبارة عن صالة من الجرانيت الأحمر وبها بحيرة صناعية يحيط بها الماء في قناة صناعية».
الخبير الأثري قال إن القيمة الكبرى لمعبد الأوزيريون في منطقة أبيدوس أو العرابة المدفونة تكمن في الممرات الداخلية للمعبد، وكتابات تخص الموتى والحساب بعد الموت، وتفاصيل عن الجنة والنار في العقيدة المصرية القديمة، وهذه النقوش تمثل أحد أهم الكتب في حياة المصري القديم، ويكاد تاريخه بدوره أن يكون غير متفق عليه، فضلا عن أنه يسجل المصري القديم رحلة الانتقال من الأرض إلى العالم الآخر، وهي رحلة يمر فيها بإله الشمس فوق الكهوف.