غياب الأب لا يكون دائمًا سببًا فى تفكك الأسرة أو انحراف الأبناء، فأحيانًا يحدث العكس، يتكاتف الأبناء ويشعرون بمسؤولية مبكرة تجاه الأسرة، ويكونوا خير سند للأم، كما فعل «جورج» وشقيقتيه.
هدية النجاح بالإعدادية تتحول لمصدر دخل
بعد نجاح جورج جمال، في الشهادة الإعدادية، طلب من والدته أن تكون مكافأته دراجة، ليفاجئها بعدها برغبته في العمل عليها كمندوب توصيل، رفضت الأم في البداية خوفًا عليه من مواجهة المجتمع، لصغر سنة وخبرته القليلة بالحياة، غير أنها أمام إصراره وإيمانه بقيمة العمل وافقت، وأظهرت ما أخفته من شعورها بالفخر والاعتزاز بابنها الذي قرر تحمل المسؤولية في سن صغيرة، على خلاف كثير من الأولاد فى مثل سنه، الذين يتهربون من المسؤولية، حتى في مساعدة الأهل على شراء مستلزمات المنزل، بحسب ما روته والدة جورج لـ«».
قصة الطالب على «فيسبوك» تثير التعاطف
«جورج زي ابني وفخورة بيه، ربنا يحميه نجح في تانية ثانوي، بيروح مدرسة ويذاكر وينزل شغل، كان ليلة الامتحان يقولي أنا معاكي متقلقيش، وينزل يوزع شغل، والكل بيقولي المندوب مؤدب ومحترم وذوق في التعامل»، بهذه الكلمات أعربت إحدى العميلات خلال منشور على «فيسبوك»، عن فخرها وإعجابها بـ«جورج»، الطالب بإحدى المدارس الخاصة بمحافظة أسيوط، إذ يقوم بتوصيل الطلبات لمشروعها بعد نجاحه بالثانوية، ليلقى المنشور تفاعلًا كبيرًا بين رواد «السوشيال ميديا»، وتنوعت التعليقات بين إعجاب شديد بأخلاقه، وفخر لكونه طالب بمدرسة خاصة، ولديه شعور بالمسؤولية تجاه أسرته.
«جورج» وشقيقتيه يضربان المثل في تحمل المسؤولية
عن شعورها بعد الاحتفاء بابنها على مواقع التواصل الاجتماعى، تحكى والدة «جورج»: «لما شفت المنشور دموعي نزلت وبكيت، ممتنة برغبة جورج في تحمل مسؤولية مصاريف البيت، مع عدم تواجد الأب، ولما شوفت كلام الناس عنه، حمدت ربنا على نعمة وجوده في حياتي وبدعيله»، لافتة إلى أن ابنتها الكبرى «جويا» في السنة النهائية بكلية العلوم، وتنجح بتفوق كل عام، وأنها أقدمت هي الأخرى على العمل بمشروعين، أحدهما لتصفيف الشعر والآخر للوجبات الجاهزة، كما أن أخت جورج التوأم «جوليا»، تساعد أختها في عملها، ما زادها فخرًا بأبنائها: «فرحانة إن ولادى وصلوا للمستوى ده من تحمل المسؤولية».
شعور بالمسؤولية تجاه الأسرة
عن فكرة عمله كـ«ديليفرى»، يروي طالب أسيوط «جورج» لـ«»، أنه أراد ألا يشعر أي من أفراد أسرته بتغيير مع غياب والدهم، ورغم كونه ما يزال يرسل لهم احتياجاتهم، وتعمل والدته كموظفة بإحدى الهيئات، أراد أن يأخذ خطوة العمل لزيادة دخل الأسرة، والحفاظ على مستواها الاجتماعي، فبدأ بعدة شركات، واكتسب خبرة، ثم بدأ بالعمل بمفرده، واكتسب ثقة زبائنه الذين يتركون له مفاتيح المخازن، بخلاف الشهرة الواسعة في محيطه.
العمل أكسبني مهارات عديدة
يروي جورج، أن والدته دائمًا ما تخبره بأنها تُقدر شعوره تجاهها والمسؤولية التي يتحلى بها، كاشفًا أن العمل أكسبه عديد من المهارات، التي لم يكن ليكتسبها لولا نزوله إلى سوق العمل، منها كيفية التعامل مع الناس، وقيمة ما يتم إنفاقه من أموال.
رسالة مؤثرة من الأم لأبنائها
أعربت والدة جورج، عن امتنانها لمساندة أبنائها لها، خاصة في أوقات مرضها: «بقولهم ربنا يديمكم نعمة في حياتي، وأن ناس كتير بتحسدني عليكم».