| الاستقالات الجماعية للموظفين تجتاح بريطانيا.. استطلاع رأي يكشف السبب

بعد انتشار وباء كورونا تغير سوق العمل بالكامل، فالكثير وجد ضالته في العمل عن بعد الذي سببه حالات الحظر والإغلاق التي انتشرت في الدول خلال ذروة انتشار الفيروس، وكشفت شركات توظيف في بريطانيا مؤخرا أن بعد عودة الحياة لطبيعتها كانت هناك نتيجة غير متوقعة وهي أن بعض الموظفين قدموا استقالتهم.

وبحسب صحيفة «ديلى ميل البريطانية» فإن هناك موجة من الاستقالات الجماعية في أعقاب جائحة كوفيد 19، خاصة ممن كانوا يعملون في الأجهزة الحكومية بدولهم.

وأرجع بعض خبراء التوظيف السبب إلى الكسل، لكن السبب الحقيقي أن هؤلاء الموظفين صاروا يفكرون في حياتهم الاجتماعية وضرورة الاهتمام بها، فالاستقالة هدفها تحقيق توازن بين العمل والحياة الاجتماعية بعد فترة الإغلاق، إذ شعروا بأهميتها.

تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية 

«جيمس باريت» من شركة مايكل بيج للتوظيف التي استطلعت أداء الموظفين على مستوى أنحاء العالم، قال إن البشرية تشهد في هذه الحقبة التاريخية فكرة الاستقالة الهادئة، وذلك على عكس الثقافة التي كانت سائدة قبل انتشار وباء كورونا وهي ثقافة الزحام، إذ تقوم على أن الموظفين يعملون كل ما في وسعهم من أجل الارتقاء في السلم الوظيفى حتى لو كان ذلك من خلال البقاء لوقت متأخر والقيام بمشروعات إضافية، قائلا: «لقد دفع العامان الماضيان الناس إلى الجلوس في منزلهم وتقييم ما يهمهم حقا».

سيطرة التفكير الوجودي على الناس

وقالت الدكتورة ماريا كوردوفيتش أخصائية علم النفس بجامعة نونتجهام، إنه خلال فترة انتشار فيروس كورونا سيطر التفكير الوجودي على الناس، وبدأت تظهر أسئلة من نوعية «ما الذي يعنيه العمل بالنسبة للإنسان؟».

وبررت«ماريا» هذا التفكير بأنه كان سبب شعور البشر بالراحة خلال الإغلاق، مما جعلهم يفكرون في الإرهاق الذي يحدث لهم بسبب حجم العمل الكبير والافتقار إلى التوازن بين العمل والحياة التي أصابت الكثيرين بفعل العمل، وهذا كله بدأ يدفع الناس إلى الاستقالة دون شعور بالندم، ويبحثون عن أشكال أخرى للعمل، إما العمل من خلال الإنترنت أو بدء مشروعات تجارية شخصية.