| «البحيري» فقد قدميه أسفل عجلات القطار: «نفسي في طرف صناعي الجهاز القديم باظ»

أسفل عجلات القطار، تعالت الصرخات، وتزايدت آلام وأوجاع «محمد»، الرجل الأربعيني الذي شاء القدر أن تبتر قدميه، ويعيش بلا ساقين، بعد تعرضه لحادث أليم أثناء انتظاره على رصيف السكة الحديد، متجهًا لأهله في مدينة طنطا، بعد فترة غياب طويلة لظروف عمله في الخارج. 

محمد عبد الفتاح البحيري، 45 عامًا، من مواليد طنطا، مُقيم بمحافظة الإسكندرية، رب لأسرة مكونة من 5 أفراد، هو وزوجته وأولاده الثلاثة، كان يعمل في مجال البناء والمقاولات المعمارية بالمملكة العربية السعودية سابقًا، وذو صحة جيدة، ليس له وظيفة ثابتة أو راتب شهري.

تفاصيل الحادثة 

كان الشاب الأربعيني في إجازة من عمله بالخارج، متجهًا إلى مصر ليقضيها وسط أهله وأقاربه، وذلك كان في شهر نوفمبر عام 2016، يحكي لـ«»، تفاصيل الحادثة، قائلًا: «كنت رايح زيارة لأهلي في طنطا، وراكب القطر ومسافر ليهم وشاء القدر بإني أقع تحت عجلات القطر، 5 عربيات عدوا من على رجليا الاتنين قطعوها»، موضحًا أنه جرى بتر الساق اليمنى من فوق الركبة واليسرى من تحتها. 

حرمانه من المشي والعمل كان بسبب العمليات الجراحية التي أجراها نتيجة تعرضه لحادث أليم نتج عنه قطع لساقيه الإثنين، أدى به إلى سوء حالته النفسية، لذا فأسرته تعيش في حالة مادية ضيقة إلى حد ما، بسبب عدم قدرته على العمل. 

 

 

«ذهبت بعد الحادثة إلى مستشفى طنطا الجامعي، وهناك قام الأطباء المتخصصين بعمل اللازم تجاه حالته ألا وهي بتر لساقيه على الفور، بجانب العديد من العمليات في مختلف الأماكن بجسده، والأخرى بعنقه وتركيب الشرائح والمسامير، قعدت محجوز في المستشفى فترة طويلة وطلعت بعد كدا،ورجعت إسكندرية تاني».

البحيري: «ولاد الحلال مسابونيش»

وتابع «البحيري» أن الجيران والأصدقاء المقربين له في الإسكندرية لم يتخلوا عنه  في لحظه، فسعوا جاهدين لتفصيل جهاز طرف صناعي له، لكي يستطيع التحرك به بدلًا من أن يبقى قعيدًا، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ الجهاز في الانهيار، لذا فيسبب له المزيد من الآلام في ركبتيه عند المشي به، قائلًا: «الجهاز خلاص بيبوظ ولما بمشي بيه دلوقتي بيسمع آلام جامدة في ركبي، ولما بمشي عليه بيبوظ أكتر».

توفير طرف صناعي ومساعدة مالية 

واستكمل «البحيري» حديثه بأنه راضي بقضاء الله وقدره، متابعا: «بس نفسي في طرف صناعي جديد، وظروفي المادية على قد حالي، أنا يدوب باخد معاش والدي 1,600 جنيه، مش فايض عليا أجيب جهاز، وكتر خير الناس اللي ساعدتني قبل كدا وأشتروا لي طرف قبل كدا»، مُناشدًا المسؤلين والقائمين على مبادرة حياة كريمة بتوفير طرف صناعي، وأي مساعدة مادية بجانب معاش والده.