| «التخييم بدل الفنادق».. مبادرة شبابية لمواجهة غلاء أسعار السفر: «اتفسح براحتك»

باتت تكاليف السفر الباهظة عائقًا أمام الكثير من الشباب خاصة محبي الرحلات والسفر حول العالم، وكثيري التردد على زيارة الأماكن الأثرية والسياحية في محافظات مصر، حتى قرر مجموعة من الشباب الاتجاه لثقافة «التخييم» في المكان الذين يرغبون بالسفر إليه، بما يحقق لهم المتعة والاستمتاع دون تحمل نفقات الفنادق.

«» تواصلت مع مجموعة من الشباب الذين حققوا معادلة الاستمتاع بالسفر في عدة أماكن داخل مصر عبر التخييم في الطبيعة، دون تحمل الكثير من النفقات بعد ارتفاع أسعار الفنادق، وجاءت فكرة التخييم للشاب الثلاثيني ميلاد شوقي، الذي يعمل مديرًا ماليًا في إحدى الشركات، من حبه للسفر بالعجلة، حيث كان يستلزم السفر لمسافات طويلة بالعجلة للتخييم حتى يستريح من وقت لآخر، وكانت تجربته الأولى مع مجموعة من أصدقائه في منتجع العين السخنة منذ عِدة سنوات.

«حسيت إني عامل زي الطائر الحرّ اللي بيحلق بين الجبال والغابات ومفيش شيء ولا حاجة بتملكه أبدًا»، بتلك الكلمات وصف «ميلاد» إحساسه أثناء السفر إذ لا يضطر للارتباط بفندق بعينه، فهو يستمتع بالتخييم في الطبيعة وفي نفس الوقت يشعر بمتعة السفر والترحال نفسها: «السفر والتخييم مش بيتكلف كتير، هو بس الأكل المعلب اللي ممكن نحتاجه، زي التونة والجبن والعصائر، وجميعها وجبات موفرة اقتصاديًا، بالإضافة إلى أخذ المياه اللازمة خلال فترة الرحلة»، بحسب حديث الشاب لـ«.

وكانت بحيرة قارون بالفيوم من أفضل الأماكن التي خيم بها «ميلاد»، نظرًا للأمان الذي حظي به مع أصدقائه خلال فترة تخييمهم بالإضافة إلى جمال الطبيعة هناك: «أجمل حاجة هناك هي أهل البحيرة، ناس طيبة ومليانين كرم».

صعوبات التخييم

درجات الحرارة المتباينة وتقلبات الجو ما بين شدة الحرارة وبرودتها؛ هي من أصعب العوامل المؤثرة لمحبي السفر في عملية التخييم، إلا أن مزايا التخييم تعددت من وجهة نظر ميلاد، حيث أعطته الفرصة لمقابلة ذاته وإعادة حساباته في الكثير من الأمور التي تخص حياته: «أنا بعشق التخييم في الصحراء علشان مش بتكون مليانة بالتفاصيل اللي تشغل عينيك وفكرك، وده بيديلك فرصة أعمق للتأمل والسلام الداخلي، وبيزيدك حكمة عمرك ما هتكتسبها في أي مكان».

واهتمت الصيدلانية نهى يوسف البالغة من العمر 34 عامًا، بالإلمام بجميع المعلومات التي تفيدها في عملية التخييم في المرة الأولى؛ من حيث طبيعة المكان الذي تُخيم به، والظروف البيئية: «كنت بحاول اتجنب أي مخاطر، وخاصة المخاطر الصحية».

وأكثر الأماكن التي جذبت «نهى» خلال رحلاتها التخييمية هي منطقة «رأس شيطان» بمدينة نويبع، جنوب سيناء، وأضافت لـ«»، أن فكرة التخييم موفرة: «كل حاجة حواليك بتاعتك، ربنا خلقهالك تستمتع بيها من غير فلوس»، وتختار التخييم على الشواطئ أكثر من الصحراء لأنها تعاني من هاجس التعرض للدغ من الحشرات الزحفة أو ظهور الحيوانات ليًلا.

تكوين علاقات جديدة

ويحب المهندس العشريني محمد جبر، الانعزال مع نفسه من وقت لآخر، ما جعله يفكر في التخييم، حتى قرر أن يُعد خيمته منذ ثلاثة أعوام، ويذهب إلى محمية «وادي دجلة» بالصحراء الشرقية بمحافظة القاهرة، ليجد نفسه في نهاية الأمر مليئًا بالطاقة والحيوية التي جعلته يخرج من عزلته ويُقبل على تكوين علاقات جديدة مع مشاركيه في رحلة التخييم: «اتبسطت جدًا بفكرة توفير نفقات .

وقرر «محمد» فيما بعد أن يُنظم رحلات للتخييم على «فيسبوك»، حتى يُعرف الناس على ثقافة التخييم، التي تُسهل عليهم السفر لأماكن سياحية كثيرة داخل مصر دون الحاجة للكثير من النفقات بالإضافة إلى المزايا النفسية والمتعة التي تحققها لهم.