| التزلج بالعجلات.. شباب يهربون من ضغط الامتحانات برياضة الـ«سكيتنج»

شارع بوسط المدينة، يحتضن شباباً وأطفالاً، يحلقون كالفراشات داخله، يرتدون أحذية ذات طبيعة خاصة، متصلة بعجلات تجعلهم يتحركون بسرعة فائقة يميناً ويساراً بشكل لافت للأنظار، يطلق عليها اسم «سكيتنج»، للتزلج بها على الأسفلت والطرق المستوية، ينفصلون عن العالم الخارجي بتخصيص ساعات قليلة كل يوم جمعة للاستمتاع برياضتهم المفضلة، التي تمنحهم مزاجاً أفضل وطاقة إيجابية تخفف من قلق الامتحانات وتوتر المذاكرة.

في شارع «البورصة» بوسط البلد تسير أسماء سعيد، صاحبة الـ21 عاماً، على «السكيت» الخاصة بها، وسط آخرين يستمتعون برياضتهم المفضّلة، مؤكدة أنها أفضل رياضة تمرنت عليها بعد تجربة كل من «الكيك بوكس والكاراتيه والسباحة»، لافتة إلى أن رياضة الـ«سكيتنج» جعلتها أكثر سعادة وانطلاقاً، وساعدتها على تجاوز ضغوط الحياة: «بحس إنى طايرة، إحساس جميل وممتع وكل طاقتك هتخرج فيها، لو مزاجك وحش قادرة تخليك مبسوط» بحسب «أسماء».

بداية أسماء في التزل بالعجلات

تقول أسماء إنها أخذت الخطوة قبل 4 أشهر فقط، حين كانت تشاهد الشباب من الجنسين يمارسون رياضة التزلج على الطريق، فأعجبت بهم وتمنت أن تكون واحدة منهم، لكن بسبب ظروف الدراسة تعطلت قليلاً، حتى عزمت على شراء «سكيتنج» من خلال إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى بقيمة 1800 جنيه، ونزلت لتجرب نفسها وتتعلم دون مساعدة من أحد، وبالفعل بعد شهر واحد استطاعت أن تصل لمستوى جيد يمكّنها من السير بمفردها وسط الشوارع والسيارات.

«نزلت الشارع من رابع يوم ليا، ودي كانت مجازفة كبيرة، وتعرّفت على ناس كويسة كتير وبدأت أنزل لوحدى، وهى رياضة ممتعة جداً، مهما أوصفها مش هقدر، لازم تجرب بنفسك» وفقاً لـ«أسماء» التي وقعت في غرام رياضة الـ«سكيتنج»، مشيرة إلى أنها فى بداية الأمر تعرضت لـ«وقعات» كثيرة حتى استطاعت الوقوف على قدميها: «اتعلمت لوحدى وكنت بتفرج على فيديوهات على اليوتيوب».

صعوبات واجهت أحمد في البداية

واجه «أحمد محمد»، 20 عاماً، نفس الصعوبات فى البداية، حين عزم على تعلم تلك الرياضة، بالتوازى مع ممارسته لرياضة الدراجات: «شكل الناس اللي بتلعبها لفت نظرى وخلانى حابب أجرب إحساسهم واتبسطت جداً بالتجربة رغم إني وقعت واتعورت كتير فى الأول»، مشيراً إلى أن هناك أدوات حماية من خطر الإصابات مثل واقي الركبة والكوع والرأس لتجنب السقوط المفاجئ: «اللعبة حلوة وممتعة لكن وقعتها صعبة وخطيرة».

ساعات طويلة يقضيها محمد فرغلي، 14 عاماً، في الشارع لممارسة رياضته المفضلة التى تعلمها بمساعدة مدربه «دسوقى» الذى أهداه «سكيت» فى عيد ميلاده لتشجيعه على مواصلة اللعب: «بقالى سنة بلعبها واخترتها بنفسى وكنت بنزل مع أخويا ومابصدّق أخلّص الامتحانات عشان أنزل كل يوم لأني بحس إني طاير فى الهوا مش ماشى على رجلي».