| الجد يزرع والأحفاد يحصدون.. «البطاطس تجمع من الحبايب ألف»

مساحة أرض واسعة مغطاة بمحصول البطاطس، تحتضن الحاج جلال هليل وأحفاده، الذين يحضرون لمساعدته في موسم الحصاد، بينما تعد الزوجة وشريكة العمر الغداء لعائلتها فى البيت، وتذهب لمشاركتهم باقي اليوم، الذي يبدأ مع نسمات الصباح الأولى وسط حالة من الفرح والبهجة بالمحصول.

«بينزلوا يجمعوا معايا بطاطس وبيلعبوا، وبيكونوا مبسوطين إنهم بيغيروا جو بعيد عن المدرسة والمذاكرة»، يقولها الحاج جلال، صاحب الـ59 عاماً، الذي ورث مهنة الزراعة أباً عن جد، فقد كبر وسط الحقول، وتعلم فنون الزراعة، حتى أصبح من أمهر فلاحي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية.

مراحل زراعة القمح حتى وقت الحصاد

يحكي «الحج جلال» أنه قرر هذا العام زراعة فدان ونصف فدان بطاطس، وبدأ في بدر البذور شهر يناير الماضى، وأعقبها ري الأرض ووضع السماد ورشها وتنظيف الحشائش من حولها، حتى جاء موعد الحصاد في شهر مايو الجاري، واستعان بعدد من العمال لمساعدته، فضلاً عن قدوم بعض الأصدقاء والجيران لمشاركته هذا العيد السنوي بالنسبة لهم: «الحبايب كلهم بييجوا يساعدوني، وبروح أساعدهم، كلنا متعودين على كده مع بعض، والحصاد بالنسبه لنا له فرحة كبيرة».

كرنفال مُزين بابتسامة الصغار، الذين حملوا حبات البطاطس ببراءة وخفة، ووضعوها في الأجولة المخصصة لها، لنقلها بعد ذلك للتجار استعداداً لبيعها، يساعدون جدهم بحب، بعد الاستماع لتعليماته وشرح طريقة جني البطاطس ونقلها من التربة عبر القفّة أو المقطف: «بيحبوا ييجوا الأرض، وبسيبهم يتعلموا ويساعدوا على قد ما يقدروا لأن سنهم لسة صغيرة»، مؤكداً أن عينه تراقبهم طوال الوقت خوفاً أن يصيبهم مكروه، بعد إصرارهم على مشاركته والذهاب معه كل صباح إلى الحقل.

«الحج جلال»: عندي بنتين وبيساعدوني في الشغل

يروي الرجل الخمسينى أن لديه ابنتين، الأولى مهندسة زراعية والثانية أخصائية تحاليل بعد تخرجها فى كلية العلوم، وأنجبا ثلاثة أطفال، أصغرهم 5 سنوات، يرافقونه في الحقل للاستماع بالطبيعة، ومساعدته في مهامه اليومية: «أنا طلعت لاقيت أبويا وجدي فلاحين بقيت فلاح زيهم، وأحفادي بييجوا معايا يساعدوني في الإجازة من باب المحبة، مش بفرض عليهم شغل».

يشير «الحج جلال» إلى أن زوجته تساعده أيضاً عن طريق إعداد الطعام له طوال فترة وجوده فى الأرض منذ الصباح وحتى غروب الشمس: «بتجيب لنا الأكل، وبتقعد معانا، وبتكون لمة حلوة وسط الطبيعة، وأحفادى مبسوطين أنهم بيجمعوا بطاطس».

يزرع الحاج جلال أيضاً البصل والقمح، مؤكداً أن التقاوي زاد سعرها مقارنة بسعر البطاطس نفسها: «الشكارة 50 كيلو بـ1800 جنيه، والبطاطس الكيلو بـ3 جنيه، مشكلتنا إن الحاجة بقت غالية ومحصول البصل في الأرض مش لاقيين حد يشتريه».