| الحرب تهدد مستقبل طلاب مصريين في روسيا: «مفيش سحب للفلوس»

قطعا أميالا طويلة من بلدهما إلى تلك الأرض، طلبا للعلم، إلا أن الحرب التي دارت خلال الأيام القليلة الماضية، بين دولتي روسيا وأوكرانيا ألقت بظلالها على حياة ذلك الطالبين المصريين المقيمين بمدينة «بيلجراد» الروسية، وربما يتعطل حلمهما الذي كانا على مقربة من تحقيقه، والحصول على الشهادة الدراسية.

سبب سفر «عبد الله» لروسيا 

عبد الله عمر، طالب مصري بالفرقة السادسة بكلية الطب بجامعة بيلجراد الحكومية، يروي خلال حديثه لـ«» أن مجموعه الصغير في الثانوية العامة وحبة للسفر بالخارج، دفعاه للدراسة بروسيا، مضيفا: «مجموعي في الثانوية مجابش الطب في مصر، وفي ناس اقترحت عليا أني أروح طب روسيا، وأنا كمان كنت بحب السفر وبتمنى ادرس في الخارج».

الحياة التي عاشها الطالب في السنوات الماضية أثناء دراسته بروسيا لم يكن بها حالة من القلق والخوف: «الحياة في روسيا قبل الحرب كانت أمان جدا وكل حاجة كانت متوفرة إلى أن جاءت الحرب وألقت بظلالها على حياته، كما جعلته يشعر بحالة من القلق على مستقبله».

وتابع: «أنا خايف بس الحرب تستمر عشان أنا في آخر سنة ومش عاوز تعب السنين دي يروح على الفاضي، وكمان مش هينفع ادرس في جامعة تاني عشان شهادة التخرج».

وقف شركات السحب 

ومن أبرز المشاكل التي واجهته بعد الحرب بجانب خوفه على مستقبله، عدم قدرته على سحب المال بعد وقف شركة فيزا وماستركارد التعامل مع روسيا: «من يومين السحب من فيزا وماستركارد وقف ومبقناش عارفين نسحب فلوس وكمان بردوا المشكلة دي على الشعب الروسي كله»، بحسب ما رواه «عبد الله»، لافتا إلى أن هذه المشكلة جعلت العديد من الطلاب في حالة قلق، خاصة الذين لم يتبق معهم سوى مبالغ قليلة.

«حسينا بقيمة بلدنا جدا في الوقت ده وبنشعر هنا شوية أني معزولين عن العالم».. جاءت هذه الجملة على لسان الطالب، مشيرا إلى أن الظروف المادية هي التي تجبره على البقاء في روسيا وكذلك دراسته لأنه في الفرقة النهائية: «اللي مخلينا قاعدين هنا هو الوضع المادي وفي نفس الوقت إحنا آخر سنة دي لينا، والعملي أكثر من النظري».

سبب اختيار الدراسة في روسيا

لم يختلف رأي الطالب محمد علام، طالب بالفرقة الثانية بكلية الطب عن الرأي السابق، إذ بدأ حديثه لـ «»، بقوله: « بعد ما اتخرجت من ثانوية عامة قررت أكمل دراسة بره مصر، واخترت روسيا عشان من الدول المتقدمة في التعليم، وأنا شخصيا بحب روسيا، وأفضلها عن دول تانية كتير»، مؤكدا أن الحياة قبل الحرب كان آمنة للغاية.

بعد انطلاق الحرب فكر الطالب أن يتنقل لمدينة أخرى، نظرا لأن مدينته «بلجراد» تقع على الحدود الأوكرانية، موضحا أن عدم قدرته على سحب الفلوس يسبب له حالة من القلق: «المشكلة الوحيدة الفلوس حاليا لأن الفيزا الدولية وقفت والويسترن يونيون يوم 24 هيقفل الفرع اللي في بيلجراد لأن هو فعلا قفل فروع كتير في مدن تانية»، متمنيا أن تحل هذه المشكلة، وإلا سوف يعود إلى مصر.