العمل في المجال المحبب، اكتساب خبرات مختلفة في الحياة، السفر والخروج مع الأصدقاء، أحلام وطموحات لا تنتهي رسمها «رائد عادل» لنفسه، قبل أن تتحطم كل تلك الأحلام على صخرة الواقع ليفاجئ بالضيف الثقيل وهو ينهش في جسده بلا رحمة وبدلا من أن يكون في مقبل حياته أصبح طريح الفراش يتغلب جسده الواهن ببطيء على السرطان، والذي ما إن تعافى منه حتى كشف نموه في منطقة أخرى بجسده، وكأنما يأبى المرض أن يرحل ويتركه ليواجه شبح الانهزام في أي لحظة.
«رائد» هو شاب يبلغ من العمر 26 عاما، وابن مدرب حراس المرمى لنادي طنطا، الكابتن عادل الخطيب، عاش معاناة مع والده تمنى له فيها الشفاء لحظة بلحظة ولم تكف يديه ولا لسانه عن الدعاء له في كل ثانية من أجل إتمام شفائه من مرض السرطان وما أن لاح في الأفق انفراجة وتمام شفاء والده، حتى أصيب هو الأخر بالسرطان، وكأنه وعدا وندره المرض الخبيث بأن لا يترك الأب أو ابنه ينعمان بحياة هادئة.
يروي محمود الخطيب شقيق الكابتن عادل وعم «رائد»، أن الأخير في العام الماضي شعر بتعب مفاجيء في ظهره وفي البداية اعتقد الجميع أن السبب هو عملية «الناسور» التي أجراها من قبل، وعندما لمح الأطباء إلى أن السبب في آلام الظهر هو أن مكان العملية لم يتم تنظيفه جيدا، ليتكون المفاجأة الموجعة بورم سرطان بين فقرات الظهر.
رحلة مؤلمة من العلاج خاضها «رائد» من أجل التعافي من السرطان، عكازيه في الدنيا أهله وإيمانه بالمولى عز وجل وقضائه، وفور بدأ التعافي والإحساس بالحرية من قيود سرير المرض والعلاج الحارق، حدثت انتكاسة أخرى ، «من حوالي 4 شهور رائد كان بيعمل مسح ذري علشان نطمن أن الورم راح خالص لقينا أن عنده ورم تاني في الغدد الليمفاوية ولازم يبدأ علاج على الفور»، بحسب حديث «محمود» لـ«».
الصبر والإيمان والضحكة في وجه المرض كانوا السلاح المناسب الذي اختاره الشاب العشريني لمواصلة رحلة العلاج، وخضع ابن مدرب حراس المرمى للعلاج الكيماوي والإشعاعي أيضا ولكن الأمر لم ينجح، فهو بحاجة إلى حقن موجهة بجانب العلاج، «الدكتورة قالت أنه محتاج 18 حقنة بواقع 3 حقن كل شهر، لمدة 6 شهور، وتكلفة الحقنة الواحدة حوالي 45 ألف جنيه، التأمين بيغطي جزء من العلاج لكنه مش قادر على باقي التكاليف العالية زائد أنه بياخد وقت كبير».
«هو في مستشفى طنطا الجامعي دلوقتي بيتعامل بالمسكنات لغاية ما ربنا يكرم ونقدر نوفر الحقن، وبنتمنى أن الصحة تساعدنا في توفيرها علشان ننقذه» .. استغاثة يناشد بها عم «رائد» المسؤلين من أجل إنقاذ ابن شقيقه من المرض الخبيث».