| «الخواص» يوثق بكاميرته كفاح الريفيات مع الصيد: «بنستنى رزقنا من المياه»

عشق العشريني محمود الخواص التصوير منذ صغره، إذ كان يسير مشدوهًا بكاميرته خلف ملامح الوجوه المُميزة، والمواقف الإنسانية التي تستحق التوثيق كي يبرزها للعالم، وكثيرًا ما لفت انتباه عدسته كفاح المصريين يوميًا في سبيل توفير لقمة العيش والرزق الحلال لأسرهم، ومنهم سيدات الريف اللاتي امتهنن صيد الأسماك بالطرق البدائية.  

قرر ابن محافظة القاهرة، أن يعمل في مهنة التصوير منذ عام 2014 بعد حصوله على بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية، لأنه دائمًا ما يجد شغفه في معايشة كاميرته لكفاح المصريين في أثناء عملهم، لذا بمجرد سماعه عن عمل بعض نساء الريف في محافظة كفر الشيخ في صيد الأسماك بأقل الإمكانيات، استقل سيارة متوجهًا إليهن لتوثيق تفاصيل اليوم.

توثيق إستعداد النساء لعملية الصيد

«عملت معايشة مع السيدات دي من أول ما بتخرج من بيتها وقت الفجر»، بحسب ما روى الخواص لـ «»، إذ اعتادت السيدات بمجرد سماع أذان الفجر أن يستعدوا للتجمع في مكان مُحدد حاملين معهم ملابس قديمة يستخدمونها في العمل، و«جراكن» بلاستيكية يجمعون فيها الأسماك، ثم يتفقن مع أحد العربات أن تحملهم لمزارع الأسماك، على أن يعطوه أجرته في نهاية اليوم بعد صيد الأسماك وبيعها: «بدأت من اللحظة دي أوثق ملامحهم واستعدادهم وترقبهم لليوم».

«الخواص»: الستات بيتعرضوا لتحديات كتيرة

بدأ اليوم بعمل السيدات دائرة بأجسادهن في الشارع، ليقُمن بتغيير ملابسن داخلها بالتوالي، كما وصف الخواص، وبعدها نزلن إلى مياه للصيد، دون أدوات مجهزة أو ملابس مخصصة للصيد: «نزلوا المياه في عز التلج.. وبدأوا يصطادوا بإيدهم.. والجوانتي اللي لبسينه كان بيتقطع والسمك يعورهم»، ورغم ما يعانوه يوميًا إلا أن حماستهن لم تقل طوال ساعات الصيد، من أجل الحصول على الرزق الحلال لأبنائهم.

«كل لقطة مع السيدات دي كانت تستحق التوثيق»، بحسب حديث محمود الخواص، مُعتبرًا أن أصعب وأقسى اللحظات التي مرت عليه خلال اليوم، حينما اضطرت السيدات لقضاء أكثر من 5 ساعات في المياه: «قعدوا حوالي 5 ساعات في المياه.. وكان إنتاجهم شحيح جدًا.. ومقدروش يدفعوا أجرة العربية اللي جابتهم».

ألبوم صور يحمل أحلام السيدات

ألبوم صور مُختلف ومُميز حصل عليه الخواص في ذلك اليوم، حاملًا بداخل كل لقطة كفاح هؤلاء السيدات ومعانتهن اليومية، بالإضافة إلى أحلامهن البسيطة في الحصول على ملابس غطس ملائمة لقيامهن بعملية الصيد بآمان، ليتوجهن بعد ذلك لبيع السمك في الأسواق لسد احتياجات المعيشة الأساسية، وفقًا للخواص.