| الدنيا لسه بخير.. مبادرة لتوصيل الملابس المستعملة للفقراء

«الفائض لديك قد يكون أكبر احتياجات غيرك»، عبارة آمن بها الشاب العشريني محمد جمال، ابن محافظة المنيا، لذا راح يطلق مبادرته الخاصة التي تهدف إلى جمع الملابس المستعملة وتقديمها إلى غير القادرين بشكل لائق بعد غسلها وتغليفها؛ حفاظًا على مشاعرهم.

روى «محمد»، صاحب الـ26 عامًا، خلال حديثه لـ«»، أنه لاحظ الاحتياج الشديد الذي يعاني منه غير القادرين وما يتكبدوه من ذل وكسرة وهم يعجزون عن تلبية طلبات أبنائهم، وأنه لهذا السبب وفي بداية عام 2021، أطلق مبادرة لجمع الملابس المستعملة وتقديمها مجانًا لكل من هم في احتياج حقيقي، بما لا يسبب لهم أي إحراج حتى أمام أبنائهم عند عودته إلى المنزل: «الناس بتجيب لي الملابس المستعملة وأنا بوديها لواحد صاحب مغسلة يغسلها ويكويها ومبيرضاش ياخد فلوس، بعد كده بنبرفن الملابس ونكيّسها علشان نقدمها بشكل لائق».

تجهييز الملابس ووضعها في مسجد

ولرغبة «محمد» الدائمة في الحفاظ على مشاعر هؤلاء المحتاجين وحمايتهم من أي نظرات سلبية، اعتمد في توصيل هذه الملابس لمستحقيها على وضعها في أحد المساجد بعد تجهيزها، على أن يذهب الشخص المحتاج ويأخذ ما يريد وما يحلو له: «الناس دي برغم احتياجها الشديد إلا أنها عندها عزة نفس كبيرة، والأهم من أننا نساعدهم هو أننا نحترم مشاعرهم ونحافظ على نظرتهم لنفسهم».

«محمد»: الناس بقت تجيب ملابس جديدة أوزعها

مع مرور الوقت، وبعدما لاحظ الناس وصول هذه الملابس لمستحقيها، راح الكثير منهم يفتح يديه في العطاء أكثر ولا يتوقف عند حد تقديم الفائض لديه، وإنما يشترون الملابس الجديدة ويقدمونها كما هي، وهو ما كان له صدى جيد داخل نفس «محمد»، الذي يعيش بمركز دير مواس محافظة المنيا، وشجعه على بذل مزيدًا من الجهد للاستمرار في هذه المبادرة ليعم الخير على الجميع: «كنت عامل أكتر من مبادرة زمان، منها واحدة لتخفيض الأسعار على المنتجات، ورحت أتفقت مع أصحاب المطاعم والسوبر ماركت أن كل واحد منهم يعمل خصم على المبيعات اللي عنده على حسب مقدرته، بس للأسف أتوقف الفترة اللي فاتت وإن شاء الله ترجع تاني الفترة اللي جاية».