أدوية متنوعة ما تزال صلاحيتها سارية، يعاد فرزها وتصنيفها حسب كل تخصص طبي، مرصوصة بطريقة واحدة، ومدرجة على قاعدة بيانات دقيقة توضح الكميات والأصناف، كل ذلك متاح لمن يحتاجه دون أي مقابل مادي في مؤسسة «الدواء للجميع»، التي انطلقت فكرتها قبل أكثر من عشر سنوات، تقدم للمحتاجين من أصحاب الأمراض المزمنة ما يكفيهم من كميات تبرع بها الأهالي من فائض الأدوية في منازلهم.
بداية فكرة «الدواء للجميع»
شنطة بلاستيكية كبيرة تحتوي على أدوية وعقاقير طبية مختلفة، تبرع بها أحد الزبائن ذات يوم لصيدلية الدكتور وليد شوقي، انطلقت منها فكرة المؤسسة، يروي الصيدلي تفاصيل المشهد لـ«»، «كان في زباين بتيجي تتبرع بشنط أدوية، ومرة دخل الصيدلية بتاعتي مريض معاه روشتة مش قادر يصرفها»، من هنا جاءت الفكرة بالاستفادة من تبرعات الأدوية وتوظيفها بشكل جيد لمساعدة غير القادرين من المرضى.
في بداية الأمر تعاون الدكتور وليد، مع إحدى الجمعيات الخيرية، ثم انطلق بمفرده في تنفيذ فكرته، بدأها من كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 2010، وأسس أول صيديلة خيرية تعليمية، «فتحت صيدلية خيرية بفائض الأدوية، منها أدرب طلاب صيدلة مجانا، ومنها أساعد المحتاجين من أهالي الموظفين والجمعيات الخيرية المحيطة بالكلية»، حسب قوله.
البداية من كلية الصيدلة جامعة القاهرة
من صيدلة القاهرة، إلى صيدلة عين شمس، توسع الصيدلي في فكرته الخيرية، وزادت التبرعات وزاد معها أعداد المستفيدين من المرضى المستحقين، ومنها أسس الدكتور وليد، المقر الرئيسي لمؤسسة الدواء للجميع، في حي مدينة نصر، كأول فرع من فروع المؤسسة التي سرعان ما ذاع صيتها.
من القاهرة إلى الإسكندرية وقنا والمنصورة والقناطر، انتشرت مؤسسة الدواء للجميع، لخدمة أكبر عدد من المرضى، الذين وصل عددهم إلى أكثر من ستة آلاف مريض يتلقى العلاج مجانا شهريا، حسب أرقام موثقة بالمؤسسة.
مراحل عديدة تمر بها شرائط الأدوية القادمة من المتبرعين عن طريق الاتصال بالخط الساخن للمؤسسة، أولها فرز الأدوية للتأكد من تاريخ صلاحية كل صنف، وفي حال ثبوت عدم صلاحية أحد الأصناف يتم إعدامه على الفور، وأما الأصناف الصالحة للاستخدام يتم إدراجها على السيستم الخاص بالمؤسسة، وبعدها ترص على أرفف داخل منافذ المؤسسة في المحافظات السابق ذكرها، حسب رواية رئيس مجلس أمناء المؤسسة.
روشتة علاج شهر كامل
عن طريقة حصول المريض على العلاج، تبدأ باتصاله بالخط الساخن للمؤسسة 15082 ويتم إبلاغة بأيام الفحص الطبي، التي تتولى تقييم الحالات بناء على روشتات طبية وصورة بطاقة المريض وإثبات الحالة الاجتماعية للمريض، وفور الموافقة على أحقيته، يتم صرف العلاج اللازم له، لمدة تكفيه شهر كامل.
لا تكتفي مؤسسة الدواء للجميع، بهذا القدر من المساعدة للأهالي، إذ تشارك في قوافل طبية تابعة للدولة من خلال توفير الأدوية للمرضى.