تزييف الفيديوهات والصور ونشر وتداول المعلومات الخاطئة، انتشر بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، حسبما كشفت منصة «Sumsub»، المُتخصة في الذكاء الاصطناعي، إذ نشرت تقريرًا عن ارتفاع نسبة تزييف المعلومات بنسبة إلى 245% بين عامي 2023 و2024.
تزييف أكثر من 100 ألف صورة
البيانات المرتبطة بالدراسة التي نشرتها المنصة، أشارت إلى أنه منذ عام 2011 إلى عام 2023 تم تزيف وتداول ما لا يقل عن نحو 100 ألف صورة، وأكثر من 500 ألف مقطع فيديو عبر صفحات الإنترنت، وأظهرت الدراسة أن بحلول عام 2026 تصل نسبة المعلومات المصطنعة والخاطئة على منصات التواصل الاجتماعي إلى نحو 90% ما يؤدي إلى زيادة عمليات الاحتيال الإلكتروني.
ارتفاع معدلات الاحتيال الإلكتروني بسبب تزييف الصور
وبحسب الدراسة، ارتفعت معدلات عمليات الاحتيال عبر الإنترنت باستخدام مقاطع الفيديو المزيفة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذ تم خداع مُمول مقيم في هونج كونج لتحويل 25 مليون دولار، إلى محتالين انتحلوا صفة المدير المالي للشركة خلال مكالمة فيديو مزيفة.
الذكاء الاصطناعي يؤثر على الانتخابات
كشف الدراسة أن نحو 100% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعتقدون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُؤثر على نتيجة الانتخابات، وتساعد على تغيير آراء واتجاهات الأفراد، وشمل ذلك التأثر رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك الذي جرى تداول له أكثر من 100 فيديو، وهو يروج لعلامة تجارية مزيفة.
وأوضحت الدراسة، أنّه جرى استخدام صوت الرئيس الحالي جو بايدن، وإنشاء العديد من التسجيلات الصوتية المٌفبركة، إذ استخدم أحد الأشخاص تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لإنشاء مقطع فيديو لأنجيلا ميركل المٌستشارة الألمانية، وهي تُدلي بتصريحات مثيرة للجدل حول قوانين الهجرة.
التأثير على النسيج الاجتماعي والتنوع الثقافي
ووفقًا لموقع «Sumsub»، فإنّ نسب حالات التزييف ارتفعت في الأشهر الأولى من عام 2024، في العديد من الدول التي ستجرى بها الانتخابات، حيث وصلت نسبة التزييف في الهند إلى حوالي 280%، والولايات المتحدة 303%، وجنوب إفريقيا 500%، والمكسيك 500%، ومولدوفا 900%، وإندونيسيا 1550%، وكوريا الجنوبية 1625%.
كيف يمكن التصدي لتزييف المعلومات؟
وأوضحت الدراسة أنّ تداول المعلومات الخاطئة التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ستنعكس بشكل سلبي على الأشخاص، وإذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة، سيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة، لذلك يجب أن تعمل الحكومات على نشر الوعي بين جميع فئات الشعب، والعمل على تصحيح المعلومات الخاطئة بشكل مستمر، واستخدام أدوات الكشف عن الفيديوهات والصور المفبركة، حتى لا يقع الأشخاص في ذلك الفخ.
كيف تحمي نفسك من الاحتيال الإلكتروني؟
وقال الدكتور محمد عزام خبير تكنولوجيا المعلومات، إن نتسلح بسلاح الوعي والمعرفة، من أجل أن نبني حائط صد بيننا وبين المعلومات المزيفة و المغلوطة، المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يعد الوعي والإدراك من الصفات الهامة التي يجب أن نتحلى بهم في تلك الأيام، ولابد أن ننتبه إلى كل ما يرسل إلينا من روابط أو أي مواقع لا ندرك عنها شيء، مضيفًا أنّه يجب ألا نشارك أي تفاصيل تتعلق بحياتنا سواء الشخصية أو العملية، مع الأشخاص الغرباء أو موقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح «عزام»، لـ«»، أنّ هناك العديد من برامج الذكاء الاصطناعي، التي يستخدمها العديد من الأشخاص المحتالين، من أجل صنع وإنتاج الفديوهات والصور المزيفة، واستغلال الأشخاص العاديين والعمل على تهديدهم من أجل الحصول على المال، أو التربح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والإقدام على نشر وتداول المعلومات المغلوطة من أجل تشوية سمعة ، والتأثير على عقول المواطنين، كما يجب أن نمتلك الحكمة والإدراك الكافي، حتى لا نكون فريسة سهلة لهؤلاء الأشخاص ولا نقع في فخ وألاعيب المحتالين.