لم يكن ظهور أغنية جديدة بين المنشد الديني محمود التهامي، ومغني الراب أحمد أشرف الشهير بـ«مولوتوف» باسم «أدر ذكر من أهوى»، بمثابة دويتو عادي، فكلاهما ينتمي إلى مدرسة موسيقية مختلفة، الأول ينتمي إلى مدرسة الإنشاد الديني بتاريخها القديم وأساسها والده المنشد المعروف ياسين التهامي، إذ تركز على المدح النبوي والابتهالات.
بينما ينتمي «مولوتوف» إلى مدرسة موسيقية حديثة نسبيا، وهي «الراب الشعبي والمهرجانات»، والذي رغم سنه الصغير أصبح له جمهور عريض من فئة الشباب، أما الأغنية نفسها فهي عبارة عن قصيدة مأخوذة من ديوان ابن الفارض الذي لقب في العصر الأيوبي بـ«سلطان العاشقين».
تكرار تجربة «روح المليحة»
وبعد انتشار الدويتو الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا كالنار في الهشيم، وجذب الكثير من المشاهدات، قال مولوتوف لـ«» إنها المرة الثانية التي يجرى التعاون فيها بينه وبين الشيخ محمود التهامي بأغنية «روح المليحة»، قائلا: «لما عملنا أول مرة معا على أغنية روح المليحة، حبينا نكرر التجربة، من ناحيتي حسيت بأن في قبول بين الموسيقى اللي بعملها وموسيقى الشيخ التهامي، ومن هنا ظهرت أغنية أدر ذكر من أهوى».
وأشار «مولوتوف» إلى أنه يطمح أن تحقق الأغنية ثورة في عالم الأغنية المصرية والعربية، فهي تجمع بين 3 مدارس موسيقية في مصر الإنشاد الديني والراب والشعر الصوفي، قائلا:«عندنا في مصر فن وثقافة عظيمة لو اتقدمت بشكل معاصر يناسب تفكير الجيل الحالي ممكن يعمل نقلة كبيرة في الأغنية المصرية والعربية، فنحن نحتاج إلى ثورة موسيقية».
مولوتوف: أنا امتداد لجدي خيري شلبي
وعن سر تركيزه على الأغاني التراثية بداية من روح المليحة ثم أدر ذكرى من أهوى، أشار «مولوتوف» إلى أنه يهدف إلى الحفاظ على الهوية المصرية والعربية من الانقراض، ولكن بطرق وأدوات حديثة مستوحاة من العصر، فأغنية «أدر ذكرى» مأخوذة من شعر بن الفارض الذي كان يعيش في العصر الأيوبي، ولكنه تقدم حاليا بأدوات موسيقى «تكنو» فهذا هو المقصود بربط التاريخ العربي بالفن: «أنا جدي خيري شلبي وأنا بحس أني امتداد له ولأفكاره».
وعن رد الفعل المتوقع للأغنية الجديدة، قال «مولتوف» إنه يقدم شكلا جديدا مختلف للأغنية المصرية، لذا فهو لا يرفض أي رد فعل حتى لو كان انتقاد: «أنا راغب في كسر الحواجز والقيود بالمجتمع فيما يخص شكل الغناء، فأي رد فعل حتى لو كان هجوم أنا متقبله وفاهم سبب الهجوم وهو أننا بنقدم حاجة جديدة مختلفة».