| الزمن غدار.. من لاعب في الأهلي والزمالك إلى بائع على «عربية كبدة»

ليست «عربية كبدة» عادية إنما مميزة لكون مَن يقف أمامها ليس عادياً، بل هو لاعب سابق فى أكبر ناديين، الزمالك والأهلى، رجل ستيني كسا الشعر الأبيض رأسه، وأنهكه مرض السكر، ورغم ذلك يتخذ من عربة الكبدة وسيلة للرزق، إذ يقف بها فى شارع مصر إسكندرية بمنطقة كلية الزراعة في شبرا الخيمة.

حكاية لاعب الأهلي: لو كنت كملت هبقى محترف دولي

محمد المصري، حاصل على بكالوريوس تجارة، والمعروف باسم «العذب الحريف» لعب في الأهلي والزمالك فى السبعينات والثمانينات، وانتهى به الحال إلى الوقوف على عربة كبدة تسمى «كبدة أبريل»، فكاهة الاسم تجذب إليه المارة ليجدوا بعد معرفته حكاية أكثر جاذبية تلخص مقولة «الزمن دوار».

لعب «المصري» للأهلى لمدة عامين، ثم انتقل إلى الزمالك ولعب لمدة 7 شهور وكانت إصابته هى الحاجز بينه وبين الاستمرار فى الملاعب: «لو كنت كملت كنت هبقى محترف دولي ودفعتى طاهر أبوزيد ورضا عبدالعال»، بعد اقترابه من تحقيق حلم الشهرة تبدل حال «المصرى»، أصبح بحسب قوله، يعيش اليوم بيومه ثم مضى به العمر ليصاب بالسكر وتثقله أمراض الشيخوخة.

يومه منشغل عن آخره بمهام كثيرة أغلبها ينحصر فى تحضير الأكلات التى يقوم بطهيها على العربة وهى الكبدة والسجق المدخن والبانيه، واشتهر خلال ساعات وقوفه بمداعبة الزبائن وإلقاء النكات لتخفيف مرارة الأيام عليه وعلى زبائنه: «بضحك وبضحّك الناس علشان يومى يعدى ما ملُكش غير كده».

عندما يتذكر «المصرى» ماضيه تفيض عيناه بالدموع: «كنت بلعب مع نجوم مصر في السبعينات والثمانينات، كانوا بيحلفوا بمهاراتى وكنت أحرف منهم، دلوقتي مبقوش يسألوا عليا لا كابتن رضا عبدالعال ولا حمادة يوسف، اللى كنا رايحين جايين مع بعض»، حالة من الإحباط والحسرة، ألمت بـ«المصرى» الذى أصبح فى مهب الريح، ولا يملك سوى عربته التي توفر له قوت يومه.