تسير الطائرة مستعدة للإقلاع من مطار العاصمة الأفغانية كابول، تمتلئ بكافة أنواع البشر، شباب وشيوخ ونساء وأطفال، ترقص قلوبهم فرحًا لتمكنهم من حجز مقعد في الطائرة المغادرة من أفغانستان، بينما على أرض المطار، يهرول عشرات المواطنين محاولين اللحاق بالطائرة، هربًا من حكم حركة «طالبان»، يتشبث العديد بذراع الطائرة والآخر ببابها.
هؤلاء الأفغان كل ما يدور في بالهم هو الهرب، لا يفكرون في أن ما يفعلونه هو ضرب من الجنون، فكيف لشخص أن يظل مُمكسًا بذراع طائرة في الهواء من دولة إلى أخرى، ولكن رغم كل ما حدث من الفوضى التي شهدها مطار «كابول»، كانت هناك مفارقة عجيبة، وهي أن الطائرة التي يعتقد الأفغان بأنها السبيل الوحيد للهرب من «طالبان»، دوّن عليها التاريخ الذي كان سببًا فيما وصلت إليه بلادهم من دمار.
«1109».. حكاية على رقم على طائرة مطار كابول
الطائرة كان عليها رقم «1109»، الذي اعتبره البعض 11-09 أو 11 سبتمبر، الذي يوافق ذكرى الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة الأمريكية، وعرفت بـ«هجمات 11 سبتمبر»، واستهدفت حينها مبنى وزارة الدفاع «البنتانجون»، وبرجي مركز التجارة الدولية ومقرهما مدينة مانهاتن بنيويروك.
غزو الولايات المتحدة لأفغانستان
دفعت هجمات 11 سبتمبر، الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش الابن، لشن ضربات على أفغانستان؛ للقضاء على حركة «طالبان» المسلحة التي كانت تحمي أسامة بن لادن، المسؤول عن تلك الهجمات، ورفضت تسليمه لواشنطن.
هجمات 11 سبتمبر
وبعد 20 عامًا من غزو أمريكا لأفغانستان، قرر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن سحب قواته من أفغانستان، وبعدها بأيام عادت حركة «طالبان» مرة أخرى للسيطرة على البلاد.