| السم القاتل تحول إلى دواء.. كيف ينقذ أخطر عناكب العالم حياة البشر؟

تعرف العناكب عادةً بأنها مضرة، وأن السام منها يستخدم اللدغ في حالة الشعور بالتهديد، ويوجد نوعا من العناكب تسمى «عناكب الشبكة القمعية الأسترالية»، سُمها مميت وأكثر فتكًا من غيرها، فهل من الممكن أن يستخدم سمه في إنقاذ حياة البشر؟

عنكبوت شديد السمية ينقذ حياة البشر

عناكب الشبكة القمعية الأسترالية، معروفة بأنها من أخطر أنواع العناكب، وأن سُمها شديد وقاتل، لتتغير تلك الصفة، بعد أن اكتشف باحثون في جامعة كوينزلاند بأستراليا، أملا في استغلال سُمها، إذ يمكن من خلاله إنقاذ حياة عديد من البشر، خاصةً علاج النوبات القلبية التي تعد من أكثر الأمراض التي تسبب الوفاة حول العالم. 

تطوير دواء من جزيء من «سم العنكبوت» المعروف باسم Hi1a، يمكنه أن يحمي الخلايا من الضرر الناتج عن حدوث النوبات القلبية، إذ توصل الباحثون، لذلك بعد سلسلة من الاختبارات ما قبل السريرية، بأنه في أعقاب النوبة قلبية يقل تدفق الدم للقلب، ويؤدي ذلك لنقص الأكسجين، وبذلك تصبح بيئة الخلايا حمضية، ما يؤدي إلى إرسال رسالة لخلايا القلب لتموت.

أمراض القلب سبب رئيسي للوفاة بالعالم

رغم البحث منذ عقود، لم يتمكن أي أحد من تطوير أدوية توقف إشارة الموت بخلايا القلب، وهو من أسباب استمرار أمراض القلب، كونها السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، لكن «Hi1a»، إذ يمكنه أن يعمل على إيقاف إشارات الموت، وفقًا للباحثون.

ويستطيع بروتين Hi1a الموجود داخل سم عناكب الشبكة القمعية الأسترالية، أن يحجب القنوات الأيونية الحساسة للحمض في القلب، وبناء على ذلك يتم حظر رسالة الموت، ووفقًا لـ«مجلة القلب الأوروبية»، التي نشرت الدراسة، أنه لا توجد أي أدوية في الوقت الحالي معتمدة سريريًا تمنع موت الخلايا، بعد الإصابة بالنوبات القلبية.

دراسة مراحل استخدام السم كدواء

وحقق Hi1a الموجود داخل سم عناكب الشبكة القمعية الأسترالية المعايير الحاسمة ليصبح علاجا خلال اختبارات ما قبل السريرية، وذلك يعني أنه يمكن للتجارب أن تتقدم للمرحلة التالية، ووفقًا للباحثون تعد الاختبارات خطوة كبيرة اتجاة المساعدة على فهم كيفية عمل Hi1a، كعلاج في أي مرحلة من الأزمات القلبية، ومن الممكن استخدامه وتحديد الجرعات.