| «السن مجرد رقم».. ثمانيني يحصل على الدكتوراه بالتجارة بدعم أحفاده

رحلة طويلة خاضها الرجل الثمانيني، ليكون أكبر باحث دكتوراه في مصر على مدار عدة عقود، لازمه فيها الطموح الكبير، ليكافئه الله تعالى على صبره، حتى وصل إلى تحقيق ما هو أِبه بالمستحيل بكتابة اسمه بحروف من نور، بعد أن تقدم بموضوع رسالته عن «تحليل الأبعاد المالية لتحويل الأندية الرياضية لشركات مساهمة».

فتحي غانم، صاحب الـ82 عامًا من أبناء محافظة القاهرة، استطاع بعد تخرجه من الجامعة بـ57 عامًا أن يناقش رسالة الدكتوراة وسط تلاميذه والمقربين منه: «واجهتني صعوبات كتير في شغلي بس على المستوى العلمي أنجزت»، حسبما روى في بداية حديثه لـ«» عن عام 2022 بالنسبة له.

مشوار علمي ملئ بالصعوبات واجهها «غانم» بمفرده بعدما ما فارقت زوجته الحياة قبل 30 عاما، ليفتقد دعمها وتشجيعها كونها طالما أمنت بحلمه وبأنه سيصل إليه في نهاية الأمر: «كان لها تأثير كبير في مسيرتي العلمية، على طول بتهيألى جو مناسب للمذاكرة والقراءة رغم سفري المستمر».

تأخير تسبب في الإنجاز

تأخر الباحث الثمانيني في تسليم رسالة الدكتوراه، وهو ما أثر كبير عليه بشدة، خاصة أنه كان من أوائل الدفعات في جميع المراحل التعليمية، فكان الاجتهاد والتعليم صديقه الوحيد منذ طفولته، إذ أنه بعد حصوله على شهادة التخرج جاء إليه عرض السفر للعمل في الخارج، ومع مرور السنوات انتقل إلى أكثر من دولة للعمل بها حتى نسي هدفه، ليقرر العام الماضي أن يعود لمصر ويحصل على الدرجات العلمية لكي يناقش الدكتوراة.

أبدى «غانم» سعادته الشديدة باللحظة التي تم إعلان لجنة المناقشة إدارة الأعمال بجامعة حلوان عن منحه درجة الدكتوراة بامتياز: «محسيتش ساعتها بنفسي من الفرحة وكنت حاسس أن زوجتي جنبي وكانت شايفاني»، وسط تصفيق حار من أبنائه وأحفاده الذين ظهر عليهم الفخر بما قدمه الرجل الطامح للعلم.

دكتوراة أخرى بالطريق

ويأمل «غانم» في الفترة المقبلة تحضير رسالة دكتوراة أخرى في مجال التجارة: «احنا كنا جيل ما بيخافش من بكره ولا نتوقف عن السعي، وعايشين ليومنا براحة وهدوء وبنعمل اللي نقدر عليه»، مؤكدًا أن الله اختار له هذا الطريق.