تجلس سعاد علي، 82 عامًا، منحنية الظهر على عربة خشب تبيع البطاطا والبصل، وتظهر تعاريج الزمن على وجهها بوضوح، وتغرغر عيناها بالدموع بعدما تخلى عنها أبناؤها الـ7 وتركوها وحيدة، لتجعل من الشارع ونيسًا لها في وحدتها.
تعيش «سعاد» في حارة العرب رقم 13 بمحافظة الجيزة، وتستيقظ كل يوم في الصباح الباكر، وتذهب إلى سوق الصناديلي تبيع البصل والبطاطا، فبعد وفاة زوجها أفنت عمرها من أجل تربية أولادها لتوفير كل احتياجتهم، وجرت السنين ليكوّن كل منهم أسرة لنفسه، وينسى من حملته في بطنها تسعة أشهر، وأصبحت قلوبهم جاحدة على من انحنى ظهرها من أجلهم.
«سعاد» في مواجهة جحود 7 أبناء
رقت قلوب الناس على السيدة الثمانينية بعد جحود أبنائها الـ7، فيأتي العطف من المارة وأصحاب المحلات التجارية عليها ببعض الجنيهات والطعام: «عندي 4 صبيان و3 بنات كلهم اتجوزوا، وفي واحدة اتطلقت وبتشتغل موظفة وبتاخد مرتب كل شهر وعمرها ما ادتني جنيه، ساعات تيجي تقعد عندي ومبتجبليش لقمة أكلها، وبقية العيال محدش فيهم بيجيلي البيت، ممكن يمروا عليا في السوق يبصوا بس زي الناس الغريبة وخلاص».
«سعاد» ضحية الجحود
«سعاد» كأي أم ضحت بسعادتها من أجل أولادها حتى لا يشعروا بالنقص، وصبرت على مرارة الحياة، معتقدة خدمة أولادها لها عندما تصبح في سن الشيخوخة، ولكن هيهات: «أنا بشتغل ومحدش من ولادي بيديني حاجة خالص، هما صحيح أرزقية وغلابة بس كان نفسي ولادي يعوضوني، حتى برغيف عيش وأنا ست كبيرة مش قادرة حتى أقف على رجلي الله يسهلهم».
دموع «سعاد» توجه رسالة إلى القلوب الرحيمة
بالدموع توجه «سعاد» رسالة إلى أصحاب القلوب الرحيمة بعد غدر أبنائها: «ساعات مبيبقاش في شغل خالص وأخد في اليوم حوالي 10 جنيه، وباخد معاش 450 جنيه وقاعدة في أوضه إيجار وبدفع لها مية وكهرباء، ونفسي حالتي تتحسن شوية عشان أترحم من القعدة في الشارع».