في إحدى زوايا شارع المعز، يتواجد 3 أصدقاء يغنون سويا بأصوات جذابة، التف حولهم العديد من المارة، إذ جمعتهم الصدفة على حب الموسيقي، في أحد الأيام كان يجلس أحد أعضاء الفرقة ويغني في الشارع، ليجذب انتباهه شخص ما يستمع له، قائلا: «تعالى غني معايا»، وبعد مرور ما يقرب من عامين شاهدهم عازف الجيتار حتى انضم إليهم، هكذا تكونت الفرقة الخاصة بهم، وأصبح الغناء في شارع المعز مصدر دخل لهم.
المعافرة والطموح هما مسار النجاح في حياة عمر الشافعي المؤسس الأول للفرقة، عشق الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافرة، إلا أنه لم يدرس الموسيقى ولا يدرك عن أساسيتها شيئا، لكنه يمتلك الموهبة التي تؤهله لتعليم ذاته، اعتمد على حاستي السمع والبصر في التعليم، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي في تطوير نفسه، قائلا: «الموسيقى أهم عندي من الأكل والشرب إحنا معندناش وقت للراحة».
شارع المعز المكان المناسب للغناء
أدرك «عمر»، بحسب حديثه لـ«» أن شارع المعز هو المكان المناسب للغناء، مشيرا إلى أن التراث الإسلامي والطابع الشرقي الموجود به مع الغناء يخلق تواصل مع روحيين، ما يشعره بأنه يغني داخل «الأوبرا»، قائلا: «الموضوع بالنسبة ليا أني هوصل يا أوصل مفيش حل تالت معايا»، موضحا أنهم تأثروا ماديا بعد أزمة كورونا، لذلك كان عليهم الرجوع لبدايتهم وهو شارع المعز حتى يسترزقون من الغناء داخله.
معرفة ذوق المستمع
«إحنا بنحب نبقى قريبين من الناس مجرد ما نبص في عينهم نعرف هما عايزين يسمعوا إيه من غير ما يتكلموا وإزاي نبهره» حسب ما رواه «عمر»، مشيرا إلى أنهم لم يعملوا في مجالات أخرى، خوفا على وقت الغناء، «إحنا لو اشتغلنا حاجة تانية مش هنعرف نغني زي دلوقتي عشان كدا بقينا ناخد فلوس مقابل الغناء في الشارع».
أما العضو الثاني بفرقة «لايف باند»، عمرو جلال، قال إنه عشق الموسيقى منذ صغره، ومنذ ما يقرب من 12 عاما، شاهده عمر الشافعي يستمع له، فالتمس به موهبة الغناء من مجرد نظرة، قائلا: «بقينا ننزل الشارع ونغني مع بعض والناس بتحب تسمعنا بس مكانش عندنا الخبرة زي دلوقتي».
الرجوع لنقطة البداية بخبرة أكثر
«انضميت ليهم من 10 سنين شوفتهم بيغنوا، وأنا عزفت جيتار جمبهم وعملنا الفرقة».. هكذا عبر شريف صبري عازف الجيتار، موضحًا أنه كان يعزف معهم من وقت لآخر، لكن أزمة كورونا دفعتهم للغناء في المكان الذي جمعهم منذ البداية وبشكل دائم، حتى يكسبوا المال منه، كما أنهم يغنون جميع الويرضون جميع الأذواق، قائلا: «لما نكون مخنوقين ننزل المعز الساعة 5 أو 6 الصبح من غير ما يكون فيه حد خالص في الشارع»، متمنين أن يستمع لهم الجميع ويدعمهم.