| «الطبطبة والحوار مع النفس».. كيف تسيطر على عدوى المشاعر؟

قال الدكتور نبيل القط استشاري الطب النفسي، إن عدوى المشاعر تصيب جميع البشر دون استثناء، إذ أن لديهم القابلية للتأثر بمشاعر الآخرين، مشيرًا إلى أن عدوى المشاعر انتقال شعور من شخص لآخر، ويزيد عند بعض الأشخاص ويقل عند البعض الآخر: «وعموما هي أمر جيد ومهم للتواصل الإنساني، فمثلا يستخدم المدراء الحماسة لنقل عدوى المشاعر الإيجابية بين العاملين في بيئة العمل من أجل الوصول إلى نتيجة إيجابية».

تدريبات تجعلنا نسيطر على عدوى المشاعر

وأكد أن هناك تدريبات يمكن تنفيذها بنجاح من أجل تغيير المزاج: «قبل ما أتكلم لازم أحدد نوع المشاعر اللي حاسس بيها، ويقولها جواه ويقولها بصوت عالي لنفسي، وكلما سمينا مشاعرنا يمكننا السيطرة عليها، وممكن أطبطب على نفسي وأحضن نفسي عشان المخ يتصور إن في شخص تاني بيحضنني ولازم نناقش مشاعرنا».

وأضاف «القط»، خلال حواره برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، الذي يعرض عبر شاشة «CBC»، من تقديم الإعلاميتين منى عبد الغني، وسهير جودة: «كلما كانت المجموعات البشرية تميل إلى الجماعية -مثل المصريين- كلما كان تأثرهم العاطفي أسرع»، موضحًا أن البعض يخضعون للعلاج النفسي بسبب تأثرهم بالآخرين لدرجة أنهم لا يعودوا قادرين على عيش حياة شخصية مستقلة: «لو واحدة ماشية بالعربية ممكن يومها يبوظ لو شافت واحدة بتبكي في الشارع».

عدوى المشاعر تنتقل عبر آلاف الأميال

وتابع استشاري الطب النفسي: «قبل ظهور الإنترنت والسوشيال ميديا كان يُتصور أن عدوى من المشاعر تحدث وجها لوجه فقط، لكن مع ظهور الانترنت تم اكتشاف أن التأثر يكون عن بُعد وهناك أكثر من نفسير لهذا الأمر، منها وجود الخلايا العصبية المقلدة في المخ، وتعرف باسم أعصاب المرآة، والتي تجعل الإنسان يتحرك أو تصدر عنه نفس التعبيرات التي تصدر عن الآخرين، فيقال مثلاً إن التفاؤل معدي، ومقاطع الفيديوهات يكون تأثيرها أكبر من الصور».

وأوضح أن عدوى المشاعر قد تحدث عبر آلاف الأميال، لذلك فإن مجموعات السيدات عبر منصات التواصل الاجتماعي اللاتي تتحدثن عن العنف الأسري تؤثرن في عدد كبير من السيدات وعلاقاتهن بمحيطهن.

وواصل: «المشكلة في عدوى المشاعر السلبية، لكن عدوى المشاعر الإيجابية تجعلنا نشعر بآلام الآخرين وقد نتدخل في إنقاذهم، وبالتالي يجب أن يكون الإنسان واعيا لمشاعره حتى يكون رد فعله واعيا ومتسقا مع المواقف المختلفة».