موهبته حركت أنامله بلا إرادة، لتبحر به في عالم الإبداع المنغمس فيه منذ نعومة أظفاره، مثل أي طفل في سنه بدأت علاقة «زياد» مع الورق، حين كان يستخدم مهاراته في طي الورق ليصنع مركبا من الورق يلعب به، ليبدأ رحلة مع المجسمات، استطاع خلالها أن يطور موهبته وينوع في المواد من كرتون وأقمشة، وينتج الكثير من التحف الفنية.
تشجيع والديه كان بداية الشغف
«زياد أحمد»، طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، بدأ في تصميم المجسمات وهو في سن الخامسة، بعد أن ظهرت موهبته أمام أسرته بالصدفة عندما عاد والده من العمل مصطحباً لبعض «كروت الشغل» الفائضة من مكتبه، والتي كان حجمها صغيرا، حسبما روته والدته لـ«»، ففكر الصبي في تركيب الكروت بشكل معين على لوح الكرتون نظراً لحجمه الأكبر من الورق، وبالفعل نجح في صناعة أول مجسم له.
بمقص وألواح كرتون، بدأ «زياد» مشواره لاحتراف صناعة المجسمات ثلاثية الأبعاد، حيث يهوى صناعة المركبات والسيارات، وبأقل الإمكانيات المتوفرة أمامه بالكرتون والخشب «MDF» بشكل احترافي، «ابني بيجمع الكراتين من المحلات زي كراتين التلاجات والأكبر منها».
التعلم الذاتي
ولكي يُعلم «زياد» نفسه ويطور أكثر من موهبته لجأ إلى فيديوهات تعليم هذا الفن ومهاراته على «يوتيوب»، وظل على هذا المنوال حتى وصل إلى المرحلة الإعدادية، وغيَّر فكرته عن التصميم ليدخل مواد خام أخرى في المجسمات مثل الأقمشة وعجينة السيراميك، ليصل بقدراته إلى مستوى أعلى، وفقا لما ترويه والدته.
«كاميرا، توك توك ودبابة» مجسمات شارك بها الفنان الصغير في أكثر من مسابقة محلية نظمتها المدرسة على مستوى المحافظة، واستطاع اكتساح المراكز الأولى في جميع المشاركات، وكانت الأم تسانده في كل الأوقات، مؤكدة أن التصميم ساعده كثيراً في تنظيم حياته، «على طول بيعيد ترتيب أوضته ويغير الديكور والبنفسه».
وتتمنى الأم أن يطور «زياد» أكثر من نفسه ويحترف هذه الموهبة ويشارك في مسابقات عالمية ودولية أخرى، كما تأمل أن تضاف الأشغال اليدوية وإعادة التدوير كمادة أساسية في المناهج التعليمية، «في الدول الأوروبية بيعلموا الأطفال ازاي يعيدوا تدوير مخلفاتهم الشخصية».