شهدت إسبانيا كارثة بيئية مأساوية، حيث جرفت المياه أطنانا من الأسماك الميتة إلى شواطئ بحيرة كبيرة للمياه المالحة في جنوب شرقي البلاد خلال الأيام الماضية، بعد نفوق جماعي أصاب السكان المحليين ونشطاء حماية البيئة بالصدمة.
وقالت الحكومة المحلية إن سبب هذه الكارثة موجة الطقس الحار الأخيرة، مضيفة أنها أدت إلى نفوق الأسماك في مار مينور جنوبي مدينة مرسية الإسبانية، إلا أن العلماء يقولون إن التلوث الناجم عن الزراعة المحلية هو الذي أدى إلى تدهور جودة المياه.
وبدأ مسؤولو الادعاء العام التحقيق في الواقعة، بينما نظم السكان احتجاجات للمطالبة باتخاذ إجراء، وذكرت بعض التقارير في وسائل الإعلام الإسبانية أن الحكومة المركزية تدرس طلب إعلان مار مينور منطقة منكوبة، وأُرسل طلب من حكومة المنطقة، التي تتعرض لضغوط متزايدة لإنقاذ البحيرة التي تعاني من مشكلات بيئية منذ سنوات، وفقًا لـ«BBC».
وتقع البحيرة على الساحل الجنوبي الشرقي لإسبانيا المطل على البحر المتوسط، وكانت في يوم ما نقطة جذب للسياحة وملاذًا للحياة البحرية، إلا أن جودة المياه ساءت في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تدهور النظم البيئية ونفوق جماعي للأسماك في عامي 2016 و 2019، وقال الصندوق العالمي للطبيعة في إسبانيا، وهي منظمة بيئية، إن السبب الرئيسي لنفوق الأسماك مؤخرا هو «التلوث الناجم عن الزراعة المكثفة في المنطقة»، وعزت المنظمة زيادة معدل نفوق الأسماك إلى نقص الأكسجين في المياه.
فيما قال علماء البيئة إن الطحالب يمكن أن تنمو في المياه الملوثة بمستويات عالية من المواد الكيميائية الناتجة عن النشاط البشري، مما يحجب هذا النمو المفرط للطحالب ضوء الشمس ويقلل الأكسجين في الماء، ويجعل من الصعب على الحياة المائية البقاء على قيد الحياة، فيما قال رامون باجان الناشط في جماعة ضغط بيئية محلية، لوكالة «رويترز» للأنباء: «الناس يطلقون عليها الحساء الأخضر، وسبب ذلك الوجود المفرط للأسمدة في المياه»، فيما قالت آنا بينيدا مواطنة من سكان المنطقة، إن السكان المحليين تظاهروا من أجل ذلك قبل سنوات، وأضافت: «لم نستطع وضع أقدامنا في المياه، أو الجلوس على الشاطئ منذ سنوات».
وكانت الأزمة البيئية قد خلقت توترًا سياسيًا بين الحكومة المركزية اليسارية والحكومة الإقليمية المحافظة، لتتهم كل منهما الأخرى بالتقاعس، وكتب فرناندو لوبيز ميراس رئيس حكومة مورسية، الاثنين الماضي رسالة إلى رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، حثه من خلالها على عقد اجتماع لمناقشة قضية مار مينور.