أمام جامعة طنطا بمحافظة الغربية، يقف شاب في منتصف العشرينيات، يحمل حقائب مملوءة بمئات «الساندوتشات»، التي يبيعها للطلاب والأساتذة في الجامعة، فالجميع اعتاد أن تكون وجبة الإفطار من يده، ولكن أمس كان يوما مشؤوما بالنسبة لـ عبد الرحمن جمال، 23 عامًا، طالب بكلية التجارة جامعة الأزهر، بعد أن أعد 300 «ساندوتش»، والنتيجة: «لم يحضر أحد».
يروي «عبد الرحمن»، لـ «»، أنه يقف لبيع «الساندوتشات»، يوميًا أمام الجامعة منذ 3 سنوات، ودشن مبادرة مفادها أن جميعها تباع بـ5 جنيهات فقط، ومكسبه من كل «ساندوتش»، قد يكون جنيهًا أو نصف جنيه، وأصبح مشهورًا بنظافته التي جعلت منه أيقونة الإفطار للطلاب والأساتذة: «بدأت حياتي بدري شوية، رغم إني طالب في كلية التجارة إلا إني بشتغل وقت حضور الطلاب، وده بيأثر عليا من ناحية إني مبروحش الجامعة إلا قليل جدًا، ولكن بحاول أعوض ده بالمذاكرة».
عبد الرحمن يعتمد على نفسه منذ الصغر
منذ صغره يعتمد «عبد الرحمن» على نفسه، فلم يذهب للدروس الخصوصية وإنما يعتمد على حصص المدرسة ومذاكرة والده، وعندما بدأ في عقد جديد من عمره، دشن مشروعه البسيط المكون من بعض الأطعمة، التي يعدها يوميًا ويغلفها بطريقة محكمة، ليبيعها في اليوم التالي لطلاب جامعة طنطا: «الساندوتشات أنا اللي بعملها وبيساعدني فيها والدتي وإخواتي، وربنا بيكرمني وكله بياكل من عندي، سواء الطلاب أو الدكاترة».
العاصفة الترابية تمنع حضور الطلاب
قصة «عبد الرحمن»، تبدو طبيعية حتى يوم أمس، جميع الأخبار حذرت من العاصفة الترابية الشديدة، التي جعلت الطلاب أيضًا يغيبون عن حضور المحاضرات، ولكن الشاب المكافح حمل حقائب «الساندوتشات» على كتفه متحديًا سوء الطقس، ولكن لم يبيع سوى 50 «ساندوتش» فقط، وهو رقم ضئيل مقارنة بالكمية الموجودة معه.
بيع جميع الساندوتشات في ساعات قليلة
مرت ساعات طويلة، والركود يخيم على بضاعة «عبد الرحمن»، حتى قرر عرض بضاعته عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، واضعًا رقم هاتفه المحمول لمن يريد تلك الكمية من «الساندوتشات»، لتنهال عليه عشرات المكالمات من أناس يريدون تشجيع الشاب المكافح، وعدم تعرضه للخسائر: «12 ساعة كاملة تليفوني بيرن ومش بيبطل، في ظرف ساعات قليلة كنت خلصت الساندوتشات اللي معايا، ناس أخدت كمية كبيرة، واللي في المحافظات التانية قالولي هنشتري 10 ساندوتشات ونتبرع بيهم لأي حد غلبان، وهنبعتلك الفلوس على خدمة فودافون كاش».