| العثور على لوحة فنية مفقودة في منزل قديم.. تقدر بـ100 مليون يورو

ظلت منسية لأكثر من 50 عامًا، واختفت من السجلات الفنية للدولة الإيطالية، وفي نهاية المطاف، عُثر على لوحة للفنان ساندرو بوتيتشيلي، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر في منزل بالقرب من نابولي في إيطاليا، إذ تقدر قيمة اللوحة بحوالي 100 مليون يورو، بما يعادل 109 ملايين دولار.

اللوحة مفقودة منذ 50 عامًا 

بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإنّ هذا العمل الفني كان موجودًا في البداية داخل كنيسة في بلدة سانتا ماريا لا كاريتا، قبل أن يتم تسليمها إلى عائلة «سوما» المحلية، التي احتفظت به في مسكن خاص لسنوات عديدة، ولأسباب لا تزال غير واضحة، سقطت اللوحة، وهي واحدة من آخر اللوحات التي رسمها فنان عصر النهضة الإيطالي الذي تُوفي عام 1510م، الذي اشتهر بـ«بريمافيرا»، حتى اعتقد البعض أنها ضاعت تمامًا.

وقال ماسيميليانو كروس، أحد قيادات حماية التراث الثقافي في نابولي: «آخر مرة قامت فيها السلطات بتفتيش المسكن الخاص الذي تم الاحتفاظ بلوحة بوتيتشيلي، كان منذ أكثر من 50 عامًا، ومنذ ذلك الحين، ولسبب غير مفهوم، نسيت السلطات اللوحة، وعندما أدركنا بعد البحث في هذه الأعمال التي سيتم فحصها، أن لوحة لبوتيتشيلي كانت موجودة في منزل خاص لأكثر من 50 عامًا، قررنا فحصها».

اللوحة التي تقدر ثمنها بملايين الدولارات، عثر عليها في حالة سيئة، وتحتوي على عديد من السحجات والتغيرات اللونية، بسبب أكسدة الورنيش، ومن المقرر أن تخضع اللوحة لأعمال ترميم واسعة النطاق، على أمل أن يراها الجمهور مرة أخرى.

وقال «كروس»: «لقد تم تناقل العمل الفني من جيل إلى جيل بين أفراد هذه العائلة، لكننا نقوم بتقييم ما إذا كانوا قد حصلوا عليها بشكل صحيح فعلًا أم لا، وإذا تحققنا من أنّ الأسرة التي كانت تملكها لا يحق لها الاحتفاظ بها، فسوف تنتقل إلى أيدي الدولة، وبخلاف ذلك، يمكن أن تظل ملكًا للعائلة، لكن يتم عرضها في متحف لضمان قدر أكبر من الأمان».

وقال «كروس» إن لوحة من هذا النوع، على الرغم من إدراجها ضمن أعمال الدولة الإيطالية ذات المصلحة العامة، يمكن أن يمتلكها فرد طالما أنه الشخص قادرا على ضمان أمنها والحفاظ عليها ورعايتها، إذ تقوم قيادة حماية التراث الثقافي ومن وقت لآخر، بعمليات تفتيش للتأكد من كفاية العناية بهذه اللوحات والتماثيل.

اللوحة من أكثر الأعمال المحببة لـ«بوتيتشيلي»

كشف بيبي دي ماسا، مؤرخ الفن، أن اللوحة المستردة كانت واحدة من أكثر أعمال «بوتيتشيلي» المحبوبة، لأن السيدة العذراء التي تصورها مستوحاة من سيمونيتا كاتانيو فسبوتشي، ملهمة الفنان أو حبيبته كما يقول البعض، وتوفيت عن عمر يناهز 23 عامًا، إذ تُظهر اللوحة مريم العذراء بشعر أشقر وغطاء للرأس، وهي تحمل الطفل المسيح في حجرها.

اللوحة التي ورد ذكرها في كتاب عن حياة «بوتيتشيلي» للمؤلف الإنجليزي رونالد دبليو لايتباون، أهداها الفنان إلى البابا سيكستوس الرابع، الذي سلمها بعد ذلك إلى كنيسة ريفية صغيرة، في بلدية سانتا ماريا في نابولي، خاصة أنّه كان يعاني من نقص المال في ذلك الوقت، لكسب ود عائلة «ميديشي».

وقال دي ماسا لصحيفة «لا ريبوبليكا»: «إن البابا تبرع بها إلى كنيسة ريفية صغيرة تكريما للحصول على دعم اقتصادي من عائلة ميديشي القوية لتمويل استكمال كنيسة سيستين خلال فترة كان فيها البابا يعاني ماليا»، مُضيفًا: «لقد ناضل الكثير منا من أجل إعادة هذه اللوحة إلى المجتمع بعد أن فقدت آثارها، وقالوا إنّ الأمر انتهى بها إلى صندوق ودائع آمن، والآن نأمل أن تجد مكانها الصحيح في المتحف».