| العم حامد.. 42 سنة شقى في نقش النحاس: «شغلي وصل لندن ولو تعبت مش هلاقي أكل»

منذ أن كان طفلا في عمر الـ8 سنوات، لم يعرف في الدنيا شيئا، سوى نقاشة المعادن، فبدلا من أن تستقبله المدرسة الإبتدائية كما يحدث مع غالبية الأطفال في نفس عمره، استقبلته ورش النقاشة على المعادن بمختلف أنواعها، والتي تعلم بداخلها النقش على الفضيات والنحاس، ليبدأ رحلة سعي طويلة مع هذا العالم، أصبح فيها واحدا من أمهر الصناع وهو في سن الـ 12عاما، ومن بعدها وصلت إبداعاته من التحف النحاسية إلى الكثير من الدول العربية والعالمية كإنجلترا والمغرب وهولندا والأردن، والحديث هنا عن صنايعي نقش المعادن «حامد عليان»، أو العم حامد كما يعرفه غالبية عملائه وزبائنه.

«العم حامد» صاحب الخمسين عاما، لم يتعلم في حياته، سوى النقش على المعادن، حيث بدأ حياته المهنية بتلك الصنعة من خلال النقش على الفضيات، ومن بعدها تخصص في النقش على النحاس، الذي يتميز به بدرجة كبيرة وقدم به آلاف التحف النحاسية على مدار عشرات السنوات.

ورشة سنة 2000

ويكشف «العم حامد» عن حكايته في بداية حديثه مع «»، قائلا: «أنا نقاش معادن بعمل تحف نحاسية وشغل ديكورات بالنحاس، والموضوع بالنسبة ليا حرفة وصنعة معرفتش غيرها من وأنا صغير ولا حتى رحت مدارس»، موضحا أنه استمر بها كصنايعي حتى عام 2000، قبل أن يتمكن في فتح ورشة خاصة به قبل حوالي 20 عاما.

لندن وهولندا

لا تتعامل ورشة «العم حامد» مع الزبون أو العميل بشكل مباشر، فأغلب أعماله تذهب إلى معارض تسوق تلك الأعمال بشكل جيد داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن الكثير من إبداعاته في عالم التحف النحاسية اقتناها أناس من لندن وهولندا والمغرب والأردن ودول عربية من خلال تلك المعارض، مضيفا: «كمان اشتغلت في فترة من حياتي تحت إيد مهندسة معروفة عالميا».

الصنعة حلوة

يعشق «العم حامد» صنعة نقاشة المعادن، ويراها صنعة محافظة على نفسها منذ القدم ولم تتأثر بأي تطور تكنولوجي أو اختلاف بذوق الناس عما كان في الماضي، قائلا : «الصنعة دي حلوة وليها زبونها اللي لسه محافظة عليه»، مناشدا الحكومة بمزيد من الاهتمام لتحافظ على تلك الصنعة من الاندثار، كما حدث على مستوى بعض الحرف اليدوية خلال السنوات الأخيرة.

ويشير نقاش المعادن، إلى أن الدولة وبالأخص الوزارات المعنية بهذه الصناعة، يجب أن تراقب المنتج الذي يخرج من تلك الصنعة إلى التصدير، لأن هذا المنتج من المفترض أنه يحمل اسم هذه البلد، وأي تهاون في هذا الأمر وعدم التأكد من المنتجات التي تخرج للتصدير تستحق أن تحمل اسم هذه البلد، سيؤثر بالطبع على سمعة البلد في الخارج ولن تطلب منتجاتها بعد ذلك، كاشفا أن هذا الأمر يطبق في المغرب، متابعا: «القطعة الفنية اللي خارجة من مصر لازم تكون كويسة من ناحية الجودة والدقة مش شكل وخلاص، عشان دي سمعة البلد».

الخوف من الزمن والمرض

بحسبة «العم حامد» فإنه يعتبر عاش مع هذه الحرفة أكثر من 42 عاما من حياته بعدما عرفها في سن الـ 8 سنوات، وحقق معها الكثير من النجاحات باعتبارها مورد الرزق الوحيد له ولأسرته طيلة حياته، لكن هذا لا يمنع عنه الخوف من غدر الزمان وأن يتسبب المرض في إبعاده عنها ومن ثم قطع مورد رزقه وعيشه، مختتما في نهاية حديثه مع «»: «بحلم إني في يوم من الأيام نتيجة الشقى والتعب تعود عليا فعلا، أنا بكلف القطعة حوالي ألف جنيه وببيعها للمعرض بـ 1300 جنيه، والمعرض ممكن يكسب فيها الضعف وزيادة، وفوق ده كله لو تعبت يومين وقعدت من الشغل في اليوم التالت مش هلاقي أكل».