تغيرت الحياة من حوله ولم تنل الغربة منه شيئًا، الأصل ثابت وإن ابتعدت المسافات، حين اشتدت أزمة الوباء العالمي الذي عصف بالجميع كانت بصماته حاضرة في الداخل والخارج، ساعد أهل بلده الأم وسخر طاقته لخدمة أناس لم تربطه بهم من قبل أي صلة في دول عربية شقيقة بدافع الرحمة والإنسانية.
«لازم نقف جنب بعض وقت الأزمات حتى لو بعدنا سنين عن أهلنا»، يقول الجزائري«طارق بن بوزة»، في بداية حديثه لـ«» عن مبادرته التي دشنها لمساعدة أهل بلده من محل إقامته الحالية بفرنسا، بالتواصل الإلكتروني معهم لدعم مصابي كورونا في العزل المنزلي وتقليل الضغط على المستشفيات، مع ارتفاع أعداد الإصابات من جديد في الموجة الحالية، خاصة في ظل تفشي متحور دلتا بالجزائر.
إسطوانات أكسجين وأدوية ومستلزمات طبية
استغل الجزائري الذي يتولى رئاسة الفيدرالية ية للجالية الجزائرية، والمتعاون بها 32 جمعية خيرية، منصبه لتوحيد الجالية الجزائرية في دعم أهاليهم بالداخل، عبر توصيل إسطوانات أكسجين وأدوية ومستلزمات طبية إلى الجزائر، عن طريق الشحن الجوي إلى الجمعيات أو المستشفيات: «فيروس كورونا انتشر بالجزائر وناس كتير تحتاج أنابيب أكسجين بدأت أتواصل مع معارفي بفرنسا في كل مكان، وجمعنا أرقام أصحاب أنابيب الأكسجين وبدأنا نوصل للجزائر»، على أن يتحملون نفقات توصيل التبرعات مرة، فيما تتحمل الدولة النفقات مرة آخرى.
أزمة أكسجين طبي بالجزائر
«جدعنة» طارق ابن الجزائر اتضحت جليًا مع انتشار الوباء في دول عربية أخرى بخلاف بلده الأم، حين اشتدت أزمة الأكسجين بدولة تونس بادر هو والجاليات الجزائرية بفرنسا لتوصيل الأكسجين الطبي والأدوية إليهم عن طريق الشحن الجوي، بالتنسيق مع الجهات المسؤولة: «كلنا أهل وعرب لازم نقف جنب بعض في الأزمة»، بحسب قوله.
وفي عضون أيام قليلة انتشرت خلالها أصداء المبادرة الجزائرية في كافة أنحاء فرنسا، واستقبل الشاب الثلاثيني المقيم في فرنسا منذ 16 عاما، طلبات كثيرة للتعاون معه: «الحمدلله مش سايبين أهلنا رغم الغربة».