حالة من التطور السريع يشهدها عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، ورغم الانبهار بقدراته وتأثيره الواسع وتشعبه في شتى المجالات، هناك مستوى أعلى منه، يسمى بـ«الذكاء الاصطناعي العام»، ومع أنهما يعتبرا وجهان لعملة واحدة، إلا أن هناك مجموعة من الفروق الرئيسية بينهما، وفقا لمجلة «Forbes» الأمريكية.
ما الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي، تصفه المجلة الأمريكية الشهيرة، بأنه يشبه الببغاء، إذ يمكنه إنتاج محتوى، لكنه لا يفهم ما ينتجه، لأنه مهمته تعتمد على الاستجابة لمدخلات المستخدم، وفقا لقاعدة من المعلومات المرتبطة بالمحتوى الذي تم إدخاله، ما يجعله مفيدا في صياغة المقالات على سبيل المثال، لكنه يفتقر إلى القدرة على استيعاب التجارب البشرية.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI)
يعد الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، قفزة في القطاع التكنولوجي، فبدلاً من مجرد أداء المهام، يمكنه أن يتكيف ويبتكر ويفهم، بحيث يكون قادرا على محاكاة القدرات المعرفية البشرية بشكل كبير، كما يمكنه أن يستوعب الأفعال البشرية، وسيكون النسخة الأخطر، بحسب «Forbes».
ولم يعلن حتى الآن، موعد خروج الذكاء الاصطناعي العام إلا النور، إذ يظل موضوعا مطروحا على طاولة النقاش والتكهنات داخل المجتمع العلمي، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون بأنه بات وشيكًا، بفضل التقدم السريع في التكنولوجيا، بينما يزعم آخرون أن الذكاء الاصطناعي العام الحقيقي قد لا يتحقق أبدًا، بسبب التحديات الأخلاقية والتقنية والفلسفية التي لا يمكن التغلب عليها.
الفروق الرئيسية بين الذكاء الاصطناعي «التوليدي» و«العام»
على الرغم من كون الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي العام، وجهان لعملة واحدة، هناك مجموعة من الفوارق الرئيسية، وهي:
القدرة
يتميز الذكاء الاصطناعي التوليدي، بقدرته على إنتاج المحتوى استنادًا إلى مجموعة من البيانات التي يقدمها له المستخدم، بينما يهدف الذكاء الاصطناعي العام إلى أن يكون قوة ابتكارية قادرة على فهم المشكلات وحلها بشكل إبداعي في مختلف المجالات، تمامًا مثل الإنسان.
الفهم
يستخدم الذكاء الاصطناعي، خوارزميات للتنبؤ بالنتائج وتوليدها على أساس مدخلات المستخدم، على الجانب الآخر، يسعى الذكاء الاصطناعي العام إلى أن يفهم العالم المحيط به، وأن يصل إلى رؤى بعيدة عن متناول الذكاء الاصطناعي.
التداعيات الأخلاقية والمجتمعية
التمييز بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي العام، ليس تقنياً فحسب، بل أخلاقيا في الأساس، فالذكاء الاصطناعي التوليدي يثير تساؤلات حول الملكية الفكرية، بينما الذكاء الاصطناعي العام يثير تساؤلات أعمق تتعلق بالإمكانات المتاحة للتأثيرات غير المسبوقة على العمالة والهياكل المجتمعية.