الساعة تدق السابعة صباحًا، تجلس وحيدة، لن يتمكن أحد من رؤيتها ربما لأن الوقت باكر، أو كونها صغير مثل «عقلة الإصبع»، ينظر إليها شاب بعين الرحمة، ويدنوا عليها ليمد يده لها، ويحملها على كتفيه، لتهدأ الطفلة في أحضانه.
طارق مصطفى، يعمل في مجال التجارة، فوجيء أثناء سيره في الشارع مع زوجته بميدان الطميهي بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية، بطفلة صغيرة في عمر الزهور، ملقاه على ظهرها وأسفلها «بطانية»، ولا تعلم من ألقى بها إلى هنا، تبحث عن حضن والدتها ووالدها، المنزل الذي كان يأويها، لا زالت غير مدركة بما حدث، تبكي بحرقة ولا تتحرك.
مظهر الطفلة النظيف، وملابسها الجديدة ورائحتها الجيدة، أكدت الظنون لدى «طارق» أن هناك سر وراء وجودها بهذا الشكل، فربما يكون اختطاف، أو ضلت الطريق أو تخلت عنها أسرتها، يروي لـ«»: «كنت نازل من البيت مع زوجتي الصبح، ولقيتها، أخدتها البيت عندي، وروحت قسم أول المنصورة عملت محضر فورًا، والطفلة كانت خايفة ومرعوبة وبترتعش وماسكة فيا وفي بنتي».
ظلت الطفلة مع الأسرة يومين، إلى أن نشرت أمنية طارق، ابنته، الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لتتمكن من الوصول لأسرتها وعودتها إلى أحضانهم، وفقًا لـ«أمنية»: «لما نزلت منشورات كتير بصورها فوجئت بتفاعل كبير جدًا، ولقيت ناس كتير جدًا كلمتني عارضة تتبناها، بس في وسط الرسايل ظهرت جارة الطفلة، وقالت لي إن والدتها ملهاش في السوشيال ميديا ومتعرفش حاجة».
عودتها إلى أسرتها
تواصلت أسرة «طارق» مع الجارة، واتضح أن والد الطفلة ووالدتها منفصلين منذ فترة، وأنها كانت مع والدها وسهى عنها لدقائق ولم يعثر عليها، فطلبوا منهم أن يأتوا إلى قسم الشرطة لأخذ الطفلة، وإثبات صحة أنها ابنتهم: «كلمناهم واتفقنا على المعياد واتقابلنا في قسم الشرطة واستلموا البنت، والدتها أول ما شافتها اترمت عليها وفضلت تحضنها».