حُرمت من نعمة البصر، لكنها أصرت على تعليم نفسها بنفسها «أون لاين»، وبداخلها شعور بالرضا بقضاء الله، وعزيمة على تحدى الصعاب، وكانت تتمنى طيلة حياتها أن تقف أمام الكعبة المشرفة، حتى حقق حلمها رجل سعودي مكافأة لها على تعليم أطفاله القرآن الكريم.
أزهار سلامة، 28 عامًا، من مركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، لم ترى النور قط، إذ تعاني من ضمور في العصب البصري، ولديها شقيقان بنفس حالتها، وحرمت من حقها في التعليم، بسبب ظروفها الخاصة، لكن شغف العلم وحلم الإلتحاق بالمدرسة الأزهرية ظل داخلها، وعوضت ذلك بحفظ القرآن الكريم ومواد التجويد والقراءات سمعيًا، وختمت القرآن 8 مرات بقراءات مختلفة، قائلة لـ«»: «عندي 4 أشقاء 2 مكفوفين و2 مبصرين، بدأت أجيب التطبيقات الناطقة، عشان أسمع منها وأتعلم».
«أزهار» تدعم شقيقيها
لم تتخل «أزهار» عن شقيقيها، وكانت لهما الداعم والسند، فأكمل «ابراهيم» تعليمه والتحق بكلية الشريعة والقانون، لكنه واجه مشكلة كبيرة بسبب فقدانه البصر، أوقفته عن استكمال تعليمه: «الدكاترة رفضوا يسجل المحاضرة بموبايله»، كما توقف شقيقها الثاني «مروان»، 32 عامًا، عن الدراسة أيضًا بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، ويساعده والده الذي يعمل سائقا في المجلس المحلي، ووالدته بائعة الخضار.
تقوم «أزهار» بتحفيظ الأطفال القرآن الكريم
بدأت «أزهار» في تحفيظ الأطفال القرآن الكريم منذ 3 أعوام «أون لاين»، دون تحديد أجر معين نظير ذلك، لتأت مكافأتها من الله، عندما قرر ولي أمر سعودي أن يهبها رحلة لزيارة الكعبة المشرفة مع والديها، متحملًا تكاليف السفر، وكان شعورها لا يوصف، بحسب كلامها: «ربنا أنعم علينا في الدنيا بزيارة الكعبة وقبر الرسول».
أحلام «أزهار»
كانت تتمنى «أزهار» الالتحاق بالمدرسة الأزهرية في طفولتها، ولا يزال الحلم يؤرقها، ولم تستطع الدراسة في معهد القراءات الأزهري، بسبب تخطيها الـ18 عامًا، وتعيش في منزل بدون سقف، وتحلم ببنائه: «الأزهر منارة العلم في العالم كله، نفسي يبقى معايا شهادة أزهرية».