| القصة الكاملة للطالبة «رفيدة» شهيدة الغربة: ماتت والدتها حزنا عليها

ودعتها أسرتها بالأحضان والدموع الحارة، قبل أن تذهب للسودان، لدراسة العلاج الطبيعي في جامعة ابن سينا بالخرطوم، لتحقيق حلمها وحلم الأسرة لتعود إليهم طبيبة، لكنهم لم يعرفوا أنها ستعود متوفية، بعد أن أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية يوم الثلاثاء الماضي.

سافرت شهيدة الغربة، رفيدة عادل، 19 عامًا، منذ بداية العام الدراسي في السودان، وسكنت في شقة للطالبات رفقة مجموعة من زميلاتها، وفي إحدى الأيام أحست بالإعياء، مما جعلها تتوجه إلى أقرب مستشفى لها، وهي الساحة التخصصي، ولكن بعد ساعات قليلة لفظت أنفاسها الأخيرة.

وقوف الطلاب المصريين بجانب زميلتهم

انتشر الخبر بين الطلاب المصريين في السودان، الدارسون بجامعة ابن سينا والجامعات الأخرى، على الفور توجهوا أمام المستشفى، ليظلوا بجانب ابنة بلدهم التي توفيت وحيدة في غربتها، وظلوا مع شهيدة الغربة ساعات طويلة، إذ تجمعوا بالعشرات أمام المستشفى حتى وصل الخبر إلى السفارة المصرية، وجاء نائب السفير لينهي إجراءات عودة «رفيدة» لأهلها، دون أن يتم تشريحها.

فجر الجمعة وصلت «رفيدة»، إلى مطار القاهرة، لتسافر بلدها «سوهاج»، وتدفن بجانب أهلها، وفور وصولها طلبت والدتها التي تعمل «مدرسة»، رؤيتها لآخر مرة، ولم تنظر إلى وجهها سوى عدة ثواني حتى توفيت من صدمتها، فهي كانت تحلم أن تعود إليها مرتدية «البالطو» الأبيض كطبيبة، ولكنها عادت مرتدية الكفن الأبيض.

جنازة مهولة وشائعات

خلال الأيام الماضية ظهرت العديد من الشائعات، عن مرض أخيها وفقده لوعيه أثناء الجنازة، وأيضًا عن إصابة عمها بجلطة، ولكن كل ذلك فنده أحمد عمران، أحد زملاء «رفيدة»، الذي ظل معها حتى خرجت من السودان، وكان على تواصل مع أسرتها.

جنازة مهولة خرجت بعد صلاة الجمعة الماضية، إذ خرج الأهالي حاملين الأم وابنتها إلى مقابر القرية بسوهاج، في مشهد تقشر له الأبدان، وتنتهي رواية من روايات المصريين في الغربة.

صدقة جارية على روح «رفيدة»

زملاء «رفيدة»، المصريين في السودان، قرروا عمل صدقة جارية على روحها، إذ تجمعوا وعلى رأسهم «عمران»، ليجمعوا تبرعات ويحفرون بئر مياه جوفية، في إحدى القرى التي تعاني من ندرة المياه.