| «القلعة السويدية» بغرب الإسكندرية.. تراث معماري عريق اشتهر بساعة الورديان

الإسكندرية مدينة العراقة والتاريخ، تجمعا حضارات مختلفة، ولا تزال تحتفظ بالكثير من التراث المعماري المعبر عن هذه الحضارات، الحضارة الرومانية أو اليونانية والإسلامية، إلى جانب التراث المعماري الرائع من الحضارات الفرنسية والإيطالية والنمساوية والسويدية وغيرهم، وهذا التراث يزين شوارعها ويعتبر مصدرًا لجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

القلعة السويدية 

يقول محمد السيد، مسئول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية، لـ«» إن مدينة الإسكندرية تعد أكثر مدن العالم تجمعًا لمختلف الحضارات والثقافات، وتزخر بوجود عدد كبير جدًا من التراث المعماري الذي مر عليه أكثر من مائة عام.

ومن ضمن هذا التراث، «برج الورديان» أو «القلعة السويدية»، التي تقع في منطقة الورديان بغرب الإسكندرية، والتي بنيت عام 1905 على يد تاجر الأخشاب السويدي كارل فون جاربر كمكتب ووكالة للشحن، وذلك لقربها من ميناء الإسكندرية، وقد تم تصميم المبنى على طراز القلاع السويدية وزادت شهرته بعد زيارة ملك السويد له.

حكاية صاحب البرج

أما عن صاحب المبنى، كارل فون جاربر، فقد وُلد في السويد، ويضيف محمد السيد أنه انتقل إلى الإسكندرية وأنشأ بها مصنع الأخشاب. وزاد نشاط المصنع حتى بدأ في تصدير الأخشاب، فاختار هذا المبنى ليكون مكتبًا ووكالة للشحن ليمكنه من مراقبة عمليات الشحن والتفريغ من خلال مكتبه. كما ازداد تعلق كارل فون جاربر بالإسكندرية، فأنشأ دارًا لتحفيظ القرآن لخدمة البنات المكفوفات رغم كونه مسيحيًا. كما أسس مبنى البحارة السويدي في مواجهة قصر رأس التين. وكان مهتمًا أيضًا بجمع التحف والمقتنيات الثمينة، فقد أقام متحف الإسكندرية القومي معرضًا ضم مقتنيات كارل فون جاربر.

ويذكر أن مركز كارل فون جاربر استمر في الصعود حتى تم اختياره نائب قنصل السويد عام 1905، ثم أصبح قنصل السويد في الإسكندرية عام 1925، وتوفي عام 1945. وهناك اختلاف بين الباحثين حول سبب وفاته، أما عن المبنى، فقد اشتراه بعدها تاجر الأخشاب الشهير أسعد باسيلي، صاحب فيلا باسيلي في شارع فؤاد، والتي أصبحت حاليًا متحف الإسكندرية القومي، ثم بعد التأميم تحولت إلى مبنى تابع لهيئة الثروة السمكية.