بين شوارع وسط البلد المزدحمة ومبانيها العتيقة، والمقاهي التي مر عليها عشرات السنين، يجوب فارس عادل، 20 عامًا، من زقاق إلى حارة، لمقهى بلدي أو «كافيه» على الطراز الحديث، ليعرض بضاعته البسيطة التي يروج لها بطريقة مبدعة على الزبائن الجالسين، أثناء احتسائهم الشاي أو القهوة، مقدمًا معلومات وفوائد عن أهمية «الأقلام» التي يبيعها منذ 9 سنوات، ورغم عمله المستمر يوميًا لمدة 8 ساعات، إلا أنه لم ينس حلمه في العمل بالمجال الفني، إذ ألّف 39 مسرحية من قبل، فضلاً عن بعض الأغاني التي لم يجد لها مطربًا يغنيها، حسب قوله.
أثناء سيره بين الزبائن الموجودين على المقاهي، توقف «فارس» قليلاً ليروي لـ«»، قصته التي بدأت قبل 9 سنوات، عندما وجد نفسه مسؤولاً عن الأسرة بعدما ضاق الحال بوالده، ليقرر الخروج للعمل، واختار أن يكون مندوبًا للمبيعات، واختار بيع الأقلام لأنه يرى القلم يجب أن يمتلكه الجميع، مضيفًا: «مفيش حد مبيبقاش معاه قلم، لأنه مهم جدًا لكل الناس، لما بروح للزباين بحاول أتكلم معاهم وأقنعهم قد إيه القلم مهم، وغير كدة هو مش هيكلفهم كتير».
تحدي شباب وسط البلد لبيع بضاعتهم
مهنة البيع بالنسبة لشباب وسط البلد، لم تكن مجرد عمل يمكنهم من دخل مادي، ولكنهم يتحدون بعضهم على بيع منتج معين للزبون الجالس في مكان ما، من بينهم «فارس»، الذي يحكي تفاصيل تلك التحديات، قائلاً: «بنتحدى بعض مين يقنع الزبون اللي هناك ده، وكل واحد بياخد فرصته في البيع، لأن الموضوع بالنسبة لينا موهبة، ومش أي حد يقدر يقنع الزباين، عشان كدة أنا بقالي 9 سنين في المهنة دي، ومش هسيبها إلا لما أحقق حلمي».
«فارس» يحلم بالتمثيل: ألفت 39 مسرحية
حلم «فارس»، في دخول عالم الفن لم يكن وليد اليوم، وإنما ظل سنوات عديدة يجوب مكاتب التمثيل، وحضور الورش التي تمكنه من تحقيق حلمه، كما أنه يستطيع تأليف القصص والمسرحيات: «ألفت 39 مسرحية وكتبت فيلم متأكد إن لو حد قرأه هينبهر بيه، ودلوقتي أنا نفسي أمثل وأظهر موهبتي».