| الكأس المقدسة تتوهج في سماء أوروبا.. نذير شؤم أم ظاهرة طبيعية؟

العديد من الظواهر الطبيعية التي تأتي بمرور كل يوم في عدد مختلف من أنحاء العالم، عادة ما تثير دهشة واهتمام الكثير من الشعوب، فقبل أيام قليلة ضربت عاصفة قوية من البلازما الشمسية المجال المغناطيسي للأرض، وظهر وميضها في السماء ليلًا وكأنها أشعلت النيران بها، ويطلق عليها «ظاهرة الكأس المقدسة».

تفاصيل ظهور الكأس المقدسة في الشمال

عبر نصف الكرة الشمالي، من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، تمكن المئات من مشاهدة الضوء الأحمر الناري في السماء الصافية التي وصلت حتى جنوب فرنسا وولاية كانساس الأمريكية، إذ تمت رؤية هذا الوميض بالعين المجردة، حسب ما ذكرت صحيفة «sciencealert» العالمية.

تاريخ ظاهرة الكأس المقدسة 

منذ قرون طويلة مضت، اعتقد بعض الناس أن ظهور الوميض الناري الأحمر هو عبارة عن إنذار خطر على نشوب حرب أو مأساة مستقبلية، لكن العلماء يعرفونها بأنها عبارة عن الشفق القطبي وهو معروف بلونيه الأخضر والأحمر، وهو عبارة عن حدث طبيعي لا يسبب أي ضرر حقيقي للإنسان.

وهذه الظاهرة الطبيعية ناتجة عن انبعاث جسيمات مشحونة من الشمس، التي تتفاعل مع جزيئات الأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، وبالتالي ينبعث منها هذا الضوء الناري، واعتمادًا على مكان اصطدام الجزيئات الشمسية المشحونة بالأكسجين في الغلاف الجوي، يختلف لون الضوء الناتج.

الشفق القطبي الأخضر 

لكن الضوء الأخضر هو الشفق القطبي الأكثر شيوعًا، والذي عادة ما تتم رؤيته في نصف الكرة الشمالي بكل عام، وهو ينتج عن انبعاث الضوء من ذرات أكسجين فردية تطفو عالياً في الغلاف الجوي. 

ومن ناحية أخرى، تنتج خطوط الضوء الحمراء العميقة عن ذرات الأكسجين المنتشرة على ارتفاعات عالية للغاية تتراوح بين 200 إلى 300 كيلومتر (124 إلى 186 ميلًا)، وعادةً ما يُرى هذا الغاز الرقيق فقط أثناء العواصف الشمسية النشطة، ويمكنه الاحتفاظ بالطاقة التي يمتصها لفترات أطول قبل أن ينبعث منه أطوال موجية أطول.

وعلى الرغم من أن الخبراء توقعوا حدوث عاصفة شمسية في 24 سبتمبر الجاري، إلا أن التأثير كان أقوى من المتوقع، حيث أثار التوهج القادم من الشمس عاصفة جيومغناطيسية قوية فوق أوروبا على الفور تقريبًا، ما تسبب في تراقص الأضواء الخضراء والحمراء الساطعة عبر السماء في اسكتلندا وأيسلندا وهولندا وصولًا لجنوب فرنسا.

وفي وقت لاحق، سافر العرض الضوئي عبر المحيط الأطلسي إلى أمريكا الشمالية، حيث رأى الناس في أقصى الجنوب مثل كانساس ونبراسكا سماءهم تتوهج باللون الأحمر الغريب، والقوي في الوقت ذاته.