| الكتاب لغاية الباب.. مكتبة «كيرلس» لتشجيع أهالي الصعيد على القراءة: الثقافة للجميع

داخل محافظة أسيوط توجد مكتبة صغيرة الأبعاد الجغرافية لكنها كبيرة التأثير، تحمل اسم «الكتاب لغاية الباب»، والكتب تملؤها من كل مكان، لدرجة تجعل من رفوفها لوحة فنية، تشع بالالزاهية المبهجة، وفي ذات الوقت تنشر النور في عقول أهالي تلك المحافظة الصعيدية وما يجاورها من محافظات.

قبل سنوات قليلة كانت تلك المكتبة ليست إلا فكرة في عقل الشاب الصعيدي كيرلس طلعت، صاحب الـ 29 عاما، والحاصل على بكالوريس تجارة، يحاول من خلالها أن يشجع أهالي محافظته على حب القراءة، كما يرتبط بها هو، بعلاقة تتعدى حدود العشق: «نفسي الناس كلها تقرا»، بعد أن لاحظ رغبة الكثيرين في القراءة والاطلاع، ولكن العامل المادي وغلاء أسعار الكتب يقف عائقا أمام تحقيق تلك الرغبة: «ففكرت أوفر للناس كتب بأسعار رمزية تشجعهم على القراية».

5 جنيهات

على هذا المبلغ الزهيد للغاية بنيت مبادرة خريج كلية التجارة بأكملها، إذ كان هذا المبلغ الذي يتحصل عليه من أي شخص مقابل أن يعيره أي كتاب مهما غلى ثمنه لمدة شهر كامل: «ومش بس كدا، عشان أشجع الناس تقرا أكتر، كنت بشجعهم بأن اللي هيقدر يخلص الكتاب في أول أسبوع، هيعيره كتاب تاني مجانا».

توصيل مجاني

فكرة «كيرلس» لاقت قبولا كبيرا، لدرجة جعلت عددا ليس بالقليل من المنتفعين من مبادرته بتأسيس كيان لهذه المبادرة، فبدأ البحث عن اسم لها ولم يجد أفضل من «كتاب لغاية الباب»، الذي ينقل هدف فكرته المتمثل في نشر القراءة والثقافة بكل المجالات، وفي ذات الوقت يوضح أيضًا أنه لا يمانع توصيل الكتب لمن يريديها حتى باب بيته بأي مكان بمحافظة أسيوط، وبشكل مجاني بالكامل.

وبعد التفاعل الكبير الذي لمسه «كيرلس» في ذات التوقيت من المجتمع الأسيوطي، طور من فكرته وحولها إلى مشروع قائم بذاته بدأه من خلال صفحة على فيس بوك، قبل أن ينقله إلى أرض الواقع ويصبح مكانا معروفا لغالبية محبي القراءة بالمحافظة الصعيدية.

ولأن صاحب الشغف لا يتوقف عن عمليات التطوير، استغل خريج التجارة دراسته كل ما تعلمه وقرأ عنه، في وضع أفكار وتنظيم أنشطة من شأنها تساعد كل الفئات على القراءة حتى بما في ذلك الأطفال الصغار بداية من 9 أو 10 سنوات: «الهدف الأساسي أن الناس كلها تقرا، ولهذا بنحاول أنا وفريق المكتبة الحالي، أننا نوفر لكل الفئات الكتب بما يناسب حالتهم المادية».

ساحة ثقافية

يحلم «كيرلس» أن تنفذ فكرته بكل محافظات مصر وبالأخص الصعيد، وأن يرى لمكتبه فروعا بكل تلك المحافظات، حتى يكون ذلك بذرة تحقيق حلمه الأكبر، المتمثل في ساحة ثقافية كبيرة تقدم خدماتها لكل أهالي الصعيد بأسعار رمزية تناسب مختلف الفئات، لأن في قاموس خريج التجارة، ليس هناك أفضل من القراءة، والثقافة حق للجميع.