دومًا ما تكون العديد من العادات السلبية، التي أصبحت روتينية في حياة الكثير من الأفراد بمثابة «قنبلة موقوتة» يعقبها العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة التي تؤثر بالسلب على أداء وظائف الجسم.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، أن سوء التغذية يعد أحد أشهر العادات السلبية المنتشرة حول العالم؛ إذ وصفته في بيان علمي بأنه يمثل أعظم تهديد مفرد يواجه الصحة العامة.
وكانت أوضحت الدكتورة عفاف عزت، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، خلال حديث لـ «سكاي نيوز عربية» أبعاد وخطورة عادة سوء التغذية وكذلك أبرز الأمراض التي تصاحبها.
وأكدت «عفاف» أن كثيرين حول العالم يعانون من أمراض سوء التغذية، والتي ينتج عنها العديد من الأمراض، مشيرة إلى أن معظمهم لا يعلم أن هذه العادة تصيب أجسادهم بالعديد من الأمراض المزمنة، وأن التوازن في تناول الطعام يقيهم من العديد من الأمراض.
وقالت أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية: «لا بد أن يعلم الفرد بأن هناك احتياطات غذائية تقي أجسامنا من أمراض القلب والسكر والكبد، ولا بد في بداية الأمر من إحداث توازن في الطعام».
وشرحت خبيرة التغذية أهم العناصر التي يجب أن تحتوي عليها الوجبة الغذائية للفرد: «لا بد أن يحتوي غذاؤنا على البروتينات سواء كان نباتي أو حيواني حيث توجد البروتينات في اللحوم والأسماك والدجاج، إضافة إلى ذلك ضرورة احتواء الطعام على الكربوهيدرات سواء كانت خبز أو بطاطس أو مكرونة أو أرز، وكذلك أهم عنصر وهو طبق السلطة، الذي يحتوي على الأملاح المعدنية».
وأضافت: «الخضار الطازج داخل السلطة يساعد على صحة القناة الهضمية والتخلص من فضلات الجسم بصورة صحيحة والهضم بشكل سليم، بجانب التأثير الفسيولوجي في الخضروات الطازجة والتي تعمل على تقليل سكر الدم وانخفاض نسبة الدهون بالدم».
وحذرت الدكتورة عفاف عزت، من نقص أي عنصر من العناصر سالفة الذكر في الوجبة الغذائية، مؤكدة: «الوجبة يجب أن تكون متوازنة وبها جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لأن نقص أي عنصر يُحدث الحالة المرضية، ومن ثم أرى أن الأفراد التي تتابع أنظمة الرجيم يعانون من أزمات صحية بسبب عدم توازن الوجبات فهم يعتمدون على السلطة والبروتين ونسب ضئيلة من الزيوت، بدون أن يدركون أهمية الزيوت بالنسبة إلى جسم الإنسان، حيث أنها مهمة في إعطاء الجسم الفيتامينات التي تعمل على إذابة الدهون».
الزيوت في الطعام تساعد على زيادة البروتين
وعن أهمية الزيوت في الوجبة، أوضحت «عفاف»: «الزيوت تحتوي على أحماض دهنية أساسية للجسم لا يستطيع إفرازها بدون الزيوت، كما أثبتت الدراسات أن الزيوت في الطعام تساعد الجسم على زيادة البروتين المرتبط بالكوليسترول ويتخلص الجسم من الكولسترول عن طريق الكبد أو بمعنى آخر يتخلص من الكولسترول المترسب بالشرايين والأوردة ويمنع حدوث أمراض القلب والشرايين».
ولفتت خبيرة التغذية إلى خطورة زيادة الكربوهيدرات في الوجبات: «زيادة الكربوهيدرات في الوجبات يضعف خلايا الكبد والبنكرياس التي من المفترض أنها تفرز الأنسولين المرتبط بالسكر ويتم تحويله لكولاجين ومن ثم يُخزن بالكبد وهنا يصاب الإنسان بمرض السكر نتيجة لتناوله كميات من الدهون».
وشددت على أن «تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات يقي الفرد من مرض السكر، وكذلك تناول كميات كافية من الألياف تساعد على الوقاية من أمراض السكر والقلب وأمراض الدم، ويحب أن يحدث توازن بين الطعام وممارسة الرياضة والنوم لساعات منتظمة والحالة النفسية».
وكشفت أستاذ الكيمياء الحيوية، عن أهم العوامل التي تؤدي لإصابة الإنسان بمرض «السمنة»، قائلة: «تحدث السمنة بسبب تناول نسب دهون مرتفعة، كما أن زيادة الكوليسترول يسبب أمراض القلب وانسداد الشرايين والأوردة، بالإضافة إلى أن زيادة الملح بالطعام يسبب ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون تسبب الاكتئاب وتخفض المناعة».