إيمانا بمبدأ أن أفلام الكارتون والاستمتاع بمشاهدتها من حق الجميع، سواء كانوا صغارا أو كبارا، يستطيعون السمع أو غير قادرين عليها، اتجهت «همس» لترجمة مقاطع من أفلام الكارتون الشهيرة التي يحبها الصغار والكبار، إلى لغة الإشارة التي تجيدها حتى يستمتع بها أطفال وكبار «الصم» ضعاف السمع.
همس محمد، طالبة بكلية الحقوق، تبلغ من العمر 20 عاما، وإلى جانب دراستها تجيد استخدام لغة الإشارة في التواصل مع الصم وضعاف السمع، كما أنها قادرة على تعليمها أيضا، حسبما توضح طالبة الحقوق.
همس محمد: علاقتي بلغة الإشارة بدأت بموقف صعب مع بنت صماء
علاقة طالبة الحقوق بلغة الإشارة بدأت بالأساس بموقف صعب وضعت فيه، حينما حاولت فتاة صماء أن تستنجد بها لتخبرها كيف تذهب إلى منزلها ولم تستطع لجهلها بمبادئ وقواعد هذه اللغة.
وتقول «همس»، في حديثها مع «»: «اتعلمت لغة الإشارة من سنة ونص تقريبا، مرة كنت في مشوار في الدقي، وقابلت بنت من الصم تايهة ومعرفتش أساعدها خالص، ومن وقتها قررت أدخل مجال الإشارة بعديها على طول عشان لو قابلت أصم تاني أقدر أساعده».
تقدم «همس» كرتونا مترجما للغة الإشارة
ومن حينها وتعلمت الفتاة العشرينية لغة الإشارة وأجادتها بشكل كبير لدرجة أنها تقدم فيديوهات تعليمية لها عبر قناتها على موقع «يوتيوب»، ولم تكتفِ بذلك، بل بدأت مؤخرا في تقديم مقاطع من أفلام الكرتون الشهيرة مترجمة إلى لغة الإشارة.
وتوضح «همس»، أن منذ بداية حكايتها مع عالم لغة الإشارة، وتتمنى أن تقدم محتوى يساعد أطفال الصم بأي شكل كان، ولهذا فكرت في ترجمة أفلام الكارتون وتقديمها إلى الأطفال، كون تلك الأفلام يحبها الجميع.
وتضيف طالبة الحقوق: «حسيت أن من حق أطفال الصم وضعاف السمع يعرفوا الكرتون بيقول إيه، واللي شجعني أكتر لما فرجت أصحابي من الصم، فرحوا بيه جدا، ومن هنا قررت أكمل وأترجملهم كرتون على قد ما أقدر».
تتلقى «همس» رسائل تشجيعية كثيرة تقديرا لما تقدمه
ومنذ أن أقدمت الفتاة العشرينية على هذا الأمر، وتلقت الكثير من الرسائل التشجيعية تجاه ما تقدمه، لكن أول رسالة وصلت إليها بهذا الشأن، محفورة في قلبها ولا تنساها خاصة إنها جاءت إليها من طفلة صغيرة تعاني من ضعف بالسمع، رغم أن كانت مقتضبة للغاية لكن كل حرف بها كان يحمل معاني كثيرة بالنسبة لطالبة الحقوق، التي تكشف أن محتوى الرسالة كان: «شكرا إنك عملتي كرتون».
وتتابع «همس»: «بعدها لقيت صم كتير بينشروا فيديوهات الكرتون بتاعتي وبيستنوها، وفرحانين بيها أوي»، موضحة أن آباء وأمهات كثيرين يتواصلون معها دوما ليشكروها على ما تقدمه ويكشفوا لها أنهم يحتفظون بتلك الفيديوهات ليجعلوا أطفالهم يشاهدونها بشكل مستمر.
وتحلم طالبة الحقوق أن يكون هناك اهتمام أكبر بأطفال الصم، وحرص على تعليمهم لغة الإشارة في سن مبكرة، مصرحة في نهاية حديثها مع «»: «عشان لما يكبروا ميحسوش بفرق بينهم وبين المتكلمين».