أجواء من الفرحة والزغاريد ملأت قاعة كنيسة قصر الدوبارة بالقاهرة، اليوم، الأربعاء؛ احتفالًا بتخريج 537 متعافيًا من الإدمان، من خلال مركز وبرنامج «حرية» لعلاج الإدمان والإيدز، التابع لها تحت رعاية الدكتور إيهاب الخراط، مؤسس المركز.
وبدأت فعاليات الحفل في التاسعة مساءً، بقاعة كنيسة قصر الدوبارة، بكلمة من «الخراط»، مؤسس مركز وبرنامج حرية لعلاج الإدمان والإيدز رحب خلالها بكافة الحضور، وهنأ كل المتعافين، ثم عُرض فيديو تسجيلي للتعريف بالمركز منذ تأسسيه عام 1989م.
قصص المتعافين تزين الحفل
وقدمت الفنانة داليدا فريد فاضل، عدة أغنيات خلال الحفل تغزلت من خلالها في حب مصر وشددت على دعم كل المتعافين والتأكيد على قدرتهم في التخلص من براثن الإدمان وتغيير سلوكياتهم، منها أغنية «كلمة حلوة وكلمتين.. حلوة يا بلدي»، وأيضًا «تقدر تطير من غير جناحات».
كما شارك بعض المتعافين قصصهم وتجاربهم مع الإدمان ورحلة تعافيهم بمساعدة المركز، وقارنوا بين حياتهم قبل التعافي وبعده، وشكروا كل القائمين على المركز من إداريين وفريق معالج ومشرفين، مؤكدين تصميمهم على عدم العودة لهذا الطريق المظلم، وأن يكونوا عناصر فعالة ومنتجة في المجتمع.
وقال «الخراط»، في تصريحات لـ«»، أن المركز والبرنامج حرية هو خدمة تقدمها الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بالتعاون مع «الجمعية العربية للتنمية والتشريك»، وجمعية «فتحة خير»، لافتًأ إلى أن الكنيسة تحتفل اليوم بالعيد الـ33 للمركز والبرنامج الذي تم تأسيسه عام 1989، إلى جانب تخريج 537 متعافيًا من الإدمان من الجنسين وعلى مستوى محافظات الجمهورية بالكامل، مضيفًا: «هذه الدفعة الثانية التي تخرجت خلال عام 2022؛ وبهذا يصبح عدد الذين تم تخريجهم 1000 شخص خلال العام، وحوالي 25 ألفًا منذ تأسيس المركز».
وتحرص الكنيسة الإنجيلية في مصر على القيام بدور فعال في الحفاظ على سلامة المجتمع وأبنائه، من خلال العديد من الأنشطة والخدمات، من بينها برنامج «حرية» الذي تصدت به للعديد من أشكال الإدمان الذي يفتك بحياة المئات من الشباب، بحسب «الخراط»، مضيفًا: «دور القائمين على مركز وبرنامج حرية لم يقتصر على مساعدة المدمنين للتعافي، بل تناول أيضًا تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا على أيدي متخصصين، وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال برامج تدريبية».
شخصيات عامة تشيد بالحفل
في نفس السياق، أشاد اللواء تادرس قلدس تادرس، عضو مجلس نواب سابق عن دائرة أسيوط، خلال حديثه لـ«»، بالدور المجتمعي الذي تلعبه الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة في حفظ سلام المجتمع والتصدي للقضايا والتحديات التي ترهق المجتمع، معتبرًا أن ظهور المتعافين في حفل اليوم أمام المجتمع بكل شجاعة دليل على التغيير الكبير الذي طرأ على حياتهم، والمجهود المضني الذي بذله القائمون على المركز لإعادة تأهيلهم من كافة الجوانب ودمجهم في المجتمع.
«لازم إحنا نمد لهم يد المساعدة ونستحملهم علشان يقدروا يتغيروا.. مرة نشد ومرة نرخي ونطبطب لحد ما حياتهم تتعدل»، وفقا لما قاله عضو مجلس النواب السابق، مشددًا: «لازم نهتم بالتعامل مع المدمن سواء اجتماعيًا أو قانونيًا كمريض يحتاج للمساعدة والعلاج، وليس مجرم يحتاج للعقاب؛ إذ أن المجرم الحقيقي هو من يتاجر في هذه المواد المخدرة، وإنما المتعاطي ما هو إلا ضحية».
وعبرت نجلاء باخوم، عضو مجلس نواب عن دائرة قنا، خلال كلمتها في الحفل، عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في فعاليات اليوم، وفخرها واعتزازها بالشباب والشابات من المتعافين، وهنأتهم بحياتهم الجديدة التي بدأوها بعد التعافي من الإدمان، قائلة: «إحنا النهارده كأننا في حفل زفاف.. ولادنا الشباب هما العرسان، والبنات هما العرايس وكلنا فرحانين بيكم»، مشيرة إلى ضرورة تركيزهم في حياتهم الجديدة وعدم الاستسلام لطرق الإدمان مرة أخرى.