| «الكوري» يعلم ذوي الهمم الغطس في الإسكندرية: «بيحسوا إنهم في الفضاء»

ممارسة رياضة الغوص للمكفوفين ليس أمرًا سهلًا، إذ فقدان حاسة البصر وبعض خلايا التركيز في المخ، ما يصعب معه الحفاظ على التوازن بداخل المياه، إلا أنّه مع المدرب أحمد علي الكوري، والذي يعمل في مجال الغوص منذ قرابة الـ20 عامًا بات الأمر ممكنًا.

«الكوري» يتلقى ردود فعل إيجابية

بدأ ابن محافظة الإسكندرية في تعليم الغوص للمكفوفين من الأجانب بمحافظة البحر الأحمر كونها منطقة عمله الرئيسي، ومع تداعيات فيروس كورونا بدأ في نقل التجربة إلى ذوي الهمم من أبناء محافظته في الإسكندرية، إذ يحكي لـ«» أنّه تواصل مع مدربه لكرة الجرس، والتي من جانبها أوصلته بأكفاء لتنفيذ الدورة التدريبية، وبعض الحالات التي لا تهاب المياه: «شوية بشوية قدرت أتواصل مع بعض المكفوفين وناس من متلازمة داون وصم وبكم، وقدرت أكسب ثقة أولياء أمورهم لأنّ الموضوع كان غريب شوية والناس بتخاف تمارسه».

إقبالًا ملحوظًا وردود فعل إيجابية تلقاها صاحب الـ39 عامًا من الأطفال وأولياء أمورهم مع كل تجربة ناجحة للغوص تحت المياه، بحسب «الكوري» الذي أكد أنّ من شروط الغوص أن يكون الطفل لديه القدرة على الوقوف داخل المياه على الأقل، حتى يُسهل عليه مهمة تعليم الغوص: «أثناء التدريبات كل حالة بيكون ليها تعامل معين، يعني المكفوفين تدريبهم بيعتمد على اللمس، وبالنسبة لمتلازمة داون النظري مبيكونش ذو قيمة أوي لأنّ التركيز عندهم ضعيف شوية».

وأشار «الكوري» إلى أنّ الطفل الكفيف يستطيع أن يغوص على عمق أكبر بعكس أصحاب متلازمة داون، نظرًا لأنّ قدراتهم الذهنية ليست مكتملة بشكل كبير: «الأمان بالنسبالي أهم حاجة مع أي حالة بشتغل معاها والأمان بالنسبة للأطفال أنه ميكونش في عمق كبير، والهدف من الموضوع كله في الأساس إني أفرحهم».

«الثقة» من أبرز الصعوبات التي تواجه «أحمد»

ومن أبرز الصعوبات التي يواجهها أحمد الكوري في تعليم الغوص خاصة بالنسبة للمكفوفين هي ثقة الأطفال، ما يحاول اكتسابه منهم في بداية الأمر: «الثقة أهم حاجة بحاول أركز عليا، لأنّه طول ماهو واثق فيها هنفذ الموضوع معاه بشكل سلس، لكن لو مفيش ثقة متبادلة بيكون الموضوع صعب، لكن الإعاقة الحركية الصعوبات بتكون مساعدتهم في دخوله وخروجه للمياه لأنّ الحركة بالنسباله فيها مشكلة».

ردود فعل سعيدة تلقاها ابن محافظة الإسكندرية من الأطفال بعد ممارستهم رياضة الغوص بشكل بسيط وسلس بعد أن كان الأمر مستحيلًا بالنسبة لهم، يقول «أحمد»: «فيه بنت مكانتش بتعرف تعوم لكن تحت المياه كانت بتطير وقالتلي أنا حاسة إني في الفضاء».

وعلى المدى البعيد، يستعد «الكوري»، الحاصل على شهادة معتمدة دوليًا من أكبر منظمة غوص وهي «Padi»، أن يخصص يومًا للمكفوفين أو ذوي الهمم بشكل عام بعد الحصول على الموافقة من المركز الذي يعمل به، كما يطمح في الوصول بهم للدخول إلى موسوعة چينيس العالمية.