| اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور يسري المتوفى في ماسورة ري: كان حاسس بموته

يرحل الطيبون مبكرًا تاركين ورائهم كل أثر جميل، مواقف إنسانية عديدة سطرها الطبيب الإنسان يسري العدل، الذي ودعه أهل قريته في جنازة مهيبة، غير مصدقين خبر رحيله نتيجة سقوطه في ماسورة ري زراعي، بعد انتهائه من يوم عمل شاق كاستشاري نساء وتوليد بمدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية، لتظل مواقفه حاضرة في أذهان كل من التقى به خلال مشواره المهني والشخصي.

مواقف إنسانية في حياة الراحل يسري العدل

«كان بيودعنا وحاسس أنه هيموت»، بهذه الكلمات بدأ أحمد محمد حديثه عن عمه الراحل، الذي جمعتهم سويًا العديد من المواقف التي يتذكرها عن ظهر قلب، إذ التقى به قبل 3 أيام من رحيله، وكان يعلم أنها الأخيرة، لحديثه الذي كان يؤكد على ذلك الأمر، خلال رحلة توصيلة إلى العمل بواسطة الموتوسيكل الخاص به.

«كنت طالع من البيت ورايح مشوار وراكب الموتوسيكل، لقيته نازل من البيت، وبيقولي تعالى نروح العيادة ونرجع على طول، سألته على عربيته، قالي لسه هطلع واركن يلا خدني وراك على طول، وكان شكله مش طبيعي، افتكرت عنده دور برد مثلا أو تعبان، لقيته بيقولي الفترة الجايه افتكرني وادعيلي كتير، لحد مارجعت ووصلته لحد البيت، وقالي تعالى شيلني فوق كتافك وطلعني لحد فوق، وفعلا بعدها بكام يوم شيلته في جنازته، كان حاسس أنه مفارق وهيسيبنا» بحسب  حديثه لـ«».

«أحمد»: عمي كان حاسس بموته 

وتابع «أحمد» حديثه لـ«»، أنّ الدكتور رحمه الله كان بشوش الوجه دومًا يقدم على مساعدة الجميع، كان مقيمًا للصلاة محافظًا عليها طوال الوقت، أدخل البهجة على قلوب العديد من الأسر بعد أن ساهم في شفاءهم وعلاج مشاكل الحمل لديهم، « فيه ناس كتير لفت على حوار الخلفة بعد فقدان الأمل، فالناس كلها كانت بتلجأ ليه في الكثير من الاستشارات وماكنش بيتأخر على أي حد، وكان بيعامل المرضى كأنه يعرفهم من زمان حتى لو أول مره يكشفوا عنده، وده بشهاده كل اللي راح عيادته واتعامل معاه وكان حريص على الخير».

وأشار إلى أحد المواقف التي جمعته بشقيق الراحل، «اتذكر أحد المشاهد التي جمعته بشقيقه محمد، عندما التقى به لأخر مرة، وأخبره بأن يعمل على رعاية أبنائه، أنا سايبهملك يا محمد علشان رايح مكان أحسن من هنا، فقاله رايح تصور في القاهرة، رد عليه لا مكان أحسن من كده بكتير ادعيلي أنت بس».

لم تصدق أسرته خبر فاجعته الذي وقع عليهم كالصاعقة، فهم في حالة يرثى لها الآن بعد خبر وفاته، فهو الابن قبل الأخير بين 4 أشقاء، 3 من الرجال وبنت واحدة، توفت والدته وبقى والده لرعايتهم رغم كبر سنه، فكان «يسري» صديقي وجاري قبل أن يكون عمي على الرغم من فارق العمر الذي لم يكن كبيرًا، فكان يبلغ من العمر 42 عامًا وأنا اصغره بـ7 أعوام، فكان خير الناصح والمجيب لي ولابنتيه وللجميع بحسب «أحمد».