سيطرت حالة من الحزن على مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد وفاة شاب يدعى محمد رمضان، 26 عامًا، بعدما توجه لحضور زفاف أحد جيرانه، ليشاء القدر أن يتحول الفرح إلى مأتم، بعد سقوطه جثة هامدة أمام أعين أصدقائه، الذين سارعوا لإنقاذه باصطحابه داخل عربة الإسعاف، الإ أنه كان قد قارق الحياة.
روى إسلام سرحان، صاحب الـ35 عاما، الشقيق الأكبر لـ«محمد» اللحظات الأخيرة في حياته، إذ أنه لم يكن يعاني من أي أمراض، وكان حريصًا على الاهتمام بصحته بدرجة كبيرة، فلم يكن مدخنًا، ولم يشتك من أي أعراض مرضية: «جهز وقال أنا نازل الفرح بتاع جيرانا، وأنا كنت معاه، وكان بيهزر ويرقص ومبسوط أوي، وفجأة لقيناه وقع قدامنا مرة واحدة، والسر الإلهي طلع، كان حته مني الله يرحمه»، بحسب حديثه لـ«».
شقيقه الأكبر: السر الإلهي طلع قبل ما نروح في أي حتة
«السر الإلهي كان طلع خلاص»، تلفظ بها «إسلام» والدموع تملأ عينيه، بعد أن تذكر اللحظة الأخيرة التي جمعت بينه وبين شقيقه، عندما سقط في الفرح والتف حوله الجميع، حاولوا تفقده والاطمئنان عليه، بسماع نبضات قلبه، إلا أن الوقت كان قد فات، فعلم بوفاته قبل نقله إلى المستشفى: «حبينا نتأكد من اللي شوفناه بعينينا، ورحنا نقلناه للمستشفى، بعد ما جيبنا عربية إسعاف ونقلناه فيها، وبمجرد الكشف عليه، الدكتور قالنا البقاء لله».
اللحظات الأخيرة في حياة «محمد»
«إحنا في كابوس، كلنا مش مصدقين» بصوت يكسوه الحزن والكسرة، عبر «إسلام» عن تعلقه الشديد بشقيقه، موضحا أنهم 3 أشقاء فقط، يسكنون في منزل الأسرة برفقة والدتهم، التي تعيش حالة من الحزن بعد وفاة فلذة كبدها: «الله العالم بيها ربنا، نحمد ربنا، وكل اللي يجيبه كويس، إحنا راضين بتاقضا، ربنا يصبرنا ويرحمه ويغفر له».
أنهى «محمد» دراسته لدبلوم الصنايع العام الماضي، وكان حريصًا على أداء الفروض في أوقاتها، ولم تكتمل فرحته التي كان يجهز لها، إذ كان يستعد لخطوبته يوم الجمعة المقبل، بعد أن انتهى من تجهيز شقته الخاصة: «أخويا كان مخلص الشقة بتاعته، وخلاص راح يخطب الجمعة الجاية، الحمد لله على كل حال، وربنا يصبرنا على فراقه ويخفف الحزن عن والدتي» وفقًا لـ«شقيقه الأكبر».
أمنيته الأخيرة
تحدث «إسلام» عن الأمنية الأخيرة لشقيقه، موضحا: «كان بيتمنى يفرح بنفسه، ووالدتي لحد دلوقتي، مش مستوعبة اللي حصل وكأن ده حلم وحش، ونفسنا نصحى منه، ونشوف محمد تاني ربنا يرحمه يا رب».