ليست أولى تجاربها العلمية، فرغم طفولتها البريئة، تفكر «سعاد» ليل نهار بعقل المبتكرين الكبار، فما تلبث أن تحقق نجاحاً في مشروع إلا وتفكر بغيره، ليصبح لها بمثابة الهدف في كل عام، حاصلة بذلك على عدد من الجوائز والتكريمات.
تصريحات السيسي وراء الفكرة
تحكي سعاد جعفر، 11 عاماً، طالبة بالصف الأول الإعدادى، قصة ابتكارها الأخير، المتمثل فى جهاز لتحلية مياه البحر: «الفكرة جاتلي لما شُفت الرئيس عبد الفتاح السيسي في التليفزيون بيتكلم عن تحلية مياه البحر، وأنا كل سنة لازم أعمل مشروع، فقُلت هعمل الفكرة دي، قعدت أفكر أعملها إزاي، المكونات وفكرة الجهاز أخدتها من عملية التقطير، عبارة عن خزان بحط فيه المياه المالحة، ستة لتر مياه عليهم كيسين ملح وبسخنها بالهيتر، وبعد كده المياه بتطلع من خلال السربنتينة على هيئة بخار، وبتتجمع في فينطاس، وأخيراً بعمل عملية تبريد بسربنتينة تانية بمروحة، وبيطلع لى المياه عذبة».
المخترعة الصغيرة
فيما روت والدة الطفلة عن براعة ابنتها رغم نشأتها وسط أسرة بسيطة ذات إمكانيات محدودة: «عندى خمس بنات، سعاد بعتبرها دماغ كده لوحدها، لو خلاط بايظ فى البيت هي إللي تصلحه، وطول الوقت بتفكّر تعمل اختراع جديد، أخدت مركز أول على محافظة البحيرة في مسابقة المخترع الصغير وهي عندها 9 سنين، وعملت مروحة كهربائية تشتغل بالأدبتور، وهو عبارة عن جهاز زي الشاحن لتوفير الكهرباء، وبعدها غسالة كهربائية بنفس الفكرة، ودلوقتي عملت اختراع بأدوات بسيطة جداً، فكرته العلمية مبنية على التقطير والتبخير للمياه المالحة عشان تكون صالحة للشرب».
بمكونات بسيطة ودعم من الأم، إلى جانب مساعدات بعض أصحاب الورش المجاورة، أنجزت «سعاد» مشروعها، فبحسب والدتها: «هي رسمتلي رسم كروكي وقالت لي يا ماما أنا عايزة كذا وكذا، وأنا فهمت طلباتها ونزلنا نشتريها، أنا مؤمنة بيها وبشجعها دايماً، ولما نزلت للورش وأخدتها معايا، الأسطوات بقوا يقولوا لها أنت عايزة أيه يا بنتي ويساعدوها بدون مقابل، ونفسي تحصل على براءة اختراع لفكرتها».