| المخلفات الإلكترونية.. أطنان من السموم تهدد العالم أم كنز اقتصادي مهدور؟

أثارت المخلفات الإلكترونية جدلا كبيرا بين عدد من الخبراء، فمنهم من يرى أنها واحدة من الأمور التي يمكن الاستفادة من خلال إعادة تدوريها، والآخر حذر من وجودها بهذه الكميات الكبيرة، إذ اعتبروها خطرًا يهدد العالم.

المخلفات الإلكترونية 

وحول مفهوم المخلفات الإلكتورنية، يقول المهندس محمد مغربي، الخبير التكنولوجي، إن المخلفات الإلكترونية أو ما تعرف باسم E-waste، تشمل جميع الأجهزة الإلكترونية التي انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد قيد الاستخدام، هذا يشمل مجموعة واسعة من المنتجات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، التلفزيونات والشاشات، أجهزة الطابعات والماسحات الضوئية، الأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والغسالات، معدات الاتصالات والمعدات الطبية: «أي جهاز يحتوي على أسلاك أو دوائر إلكترونية يدخل ضمن المخلفات الإلكترونية بمجرد انتهاء صلاحيته أو استبداله».

مخاطر المخلفات الإلكترونية

«مغربي» أوضح أن المخلفات الإلكترونية تعتبر من أكبر التحديات البيئية في العالم، وهذا يعود لأسباب عديدة، أهمها المخاطر البيئية إذ تحتوي هذه المخلفات على مواد خطيرة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم، التي يمكن أن تسبب تلوثًا خطيرًا للتربة والمياه إذا لم يجري التخلص منها بشكل صحيح، بالإضافة إلى المخاطر الصحية، فالتعرض للمواد السامة في المخلفات الإلكترونية قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض الجهاز العصبي، تلف الأعضاء الداخلية، وأمراض جلدية.

ورغم المخاطر الصحية والبيئية للمخلفات الإلكترونية إلا أنها في الوقت ذاته تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس، يمكن إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى في صناعات مختلفة، ما يعزز الدورة الاقتصادية وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، وفقًا للخبير التكنولوجي.

كمية المخلفات الإلكترونية عالميًا وفي مصر

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإنه يُنتج حوالي 50 مليون طن من المخلفات الإلكترونية سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 74 مليون طن بحلول عام 2030 بسبب زيادة الاستهلاك التكنولوجي والتحديث المستمر للأجهزة.

وفي مصر، يُنتج حوالي 88 ألف طن من المخلفات الإلكترونية سنويًا، ومن المرجح أن يزيد هذا الرقم مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا وظهور العديد من الأجهزة الذكية والمعدات الإلكترونية في الحياة اليومية، بحسب «مغربي».

القيمة الاقتصادية للمخلفات الإلكترونية

بحسب «مغربي»، فتكمن القيمة الاقتصادية للمخلفات الإلكترونية في إمكانية إعادة تدوير المعادن النادرة والثمينة التي تحتويها، مثل الذهب الذي يوجد في الدوائر الإلكترونية والمعالجات، الفضة المتواجد في المكونات الإلكترونية الدقيقة، والنحاس في الأسلاك والموصلات.

فعلى سبيل المثال، يقدر أن طنًا واحدًا من الهواتف المحمولة المهملة يحتوي على حوالي 300-400 جرام من الذهب، إضافة إلى كميات من الفضة والنحاس، وفي حال تدوير هذه الأجهزة بشكل فعال، يمكن توفير كميات هائلة من المواد الأولية التي تستخدم في صناعة الإلكترونيات.

المخلفات الإلكترونية في مصر

وفي مصر، أطلقت الحكومة المصرية بالفعل مبادرة «E-Tadweer» لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، بهدف تشجيع المواطنين على التخلص من أجهزتهم الإلكترونية القديمة بشكل صحيح، فهي فرصة اقتصادية لإعادة التدوير، وتحقيق عائدات مالية ضخمة.